قتل الطموح

طلال السعيد

نقولها بكل ألم وأسى: لا سامح الله حكوماتنا المتوالية التي ساهمت بقتل طموحنا كشعب له طموح غير محدود، ويتطلع الى استعادة الريادة، وهذا ما يجب ان تسمعه منا الحكومة القادمة، والمجلس الحالي، حكومة الولادة المتعسرة والمجلس المشلول، وكل مسؤول قادم.
اعلموا انكم قتلتم فينا الطموح عامدين متعمدين، والادلة كثيرة لا يتسع المجال لسردها كلها، فقد كنا ننتظر من المجلس الانجاز واصبحنا ننتظر من المجلس الانعقاد فقط.
كنا ننتظر من الحكومة تحقيق مطالبنا، واذا بنا ننتظر من الحكومة ان تتشكل، وننتظر من رئيسها حسن الاختيار.
وكنا ننتظر من الوزراء المنتخبين ان يكونوا صوت الشعب في مجلس الوزراء، واذا بهم ينقلون مقارهم الانتخابية الى الوزارات التي يشرفون عليها!
قتلتم طموحنا، فقد كان طموحنا كبيرا جدا، كأن نحصل على حلول سريعة للقضية الاسكانية المعقدة، والتي تزداد تعقيدا مع كثرة الطلبات، وتراكمها، فاصبح طموحنا تصليح شوارعنا الخربة، والتي تتسبب يوميا بخسائر بشرية ومادية، بمعنى اننا نسينا او هم أنسونا القضية الاسكانية!
ولعل مسلسل نفق "دروازة العبدالرزاق" الذي لم ولن ينتهي خير شاهد على البطء بالتنفيذ، واللا مبالاة بشكاوى الناس!
وكان طموح كل مواطن كويتي ان يحصل على وظيفة بعد ان تراكمت طلبات التوظيف على ديوان الخدمة، ثم اصبح طموحنا ان يتوقف الوزراء والاعضاء عن توظيف ابنائهم واقربائهم بـ"الواسطة"، مثل ما يحصل في توظيف النفط والموانئ، وان يقف لهم ديوان الخدمة بالمرصاد، ويمنع التجاوزات التي اثارت الناس.
كنا نطمح بتعديل التركيبة السكانية ثم اصبح طموحنا ان نقضي على مخالفي قانون الاقامة الذين يتزايد رقمهم بشكل مرعب، والعمالة الهامشية، والمتسولين.
وكنا نتطلع الى التخلص من الفساد الذي نخر مفاصل الدولة، ونطالب باجراءات صارمة تقضي على الفساد والمفسدين، واذا بنا نطالب بالتخلص من الكلاب الضالة التي تجوب كل مناطق الكويت ليلا ونهارا، وتشكل خطرا كبيرا على الناس، وسجلات المستشفيات شاهدة على ذلك!
وكنا نحلم باستعادة الريادة في الدراما الخليجية والانتاج الاعلامي لاستعادة مكانتنا الكبيرة، واذا بنا نستعين بالكبار ليكملوا الكبار حتى نجابه منصة صغيرة استطاعت ان تستفزنا بل واوجعتنا!
وهذا قليل من كثير، فهل من مجيب...زين؟