الدولية
قتلى انتفاضة مهسا أميني إلى 200 وتحذيرات من قمع دموي وشيك
الأربعاء 12 أكتوبر 2022
5
السياسة
طهران، عواصم - وكالات: وسط تحذيرات حقوقية من قمع دموي وشيك للمتظاهرين، وجّه القضاء الإيراني اتهامات إلى نحو 100 شخص على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر الماضي، وفق ما أفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية أمس.وفيما نقل الموقع عن مسؤولين قضائيين إنه تم توجيه الاتهام لـ60 شخصاً في طهران و65 آخرين في محافظة هرمزكان، موقوفون لضلوعهم في ما سمّاه "أعمال شغب" وقعت مؤخراً، أفادت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية بارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات إلى نحو 201 شخص بينهم 23 طفلاً، بينما تتواصل الاحتجاجات في مناطق متفرقة من البلاد.وقالت المنظمة إن القتلى سقطوا في 18 محافظة، مشيرةً إلى أن غالبيتهم سقطوا في محافظات سيستان وبلوشستان وكردستان وأذربيجان الغربية، موضحة أن نحو 108 قتلوا في الحملة الأمنية التي تشنها إيران منذ نحو ثلاثة أسابيع على التظاهرات، كما قتلت قوات الأمن الإيرانية نحو 93 شخصاً آخرين في مواجهات منفصلة في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان.من جانبها، عبّرت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان عن القلق إزاء حجم القمع في مدينة سنندج، عاصمة محافظة كردستان، المنطقة التي تنحدر منها أميني، وقال مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم إن "على المجتمع الدولي أن يمنع وقوع المزيد من القتل في كردستان بإصدار رد فوري".وأضافت المنظمة أن التحقيق الذي أجرته عن مستوى القمع في كردستان عرقلته قيود الإنترنت، وحذرت من قمع دموي وشيك للمتظاهرين في المحافظة الواقعة غرب البلاد. وشهدت مدينة سنندج بمحافظة كردستان احتجاجات واسعة وحملة قمع دموية في الأيام الثلاثة الماضية حسبما قالت المنظمة، مضيفةً أن حصيلة القتلى التي أعلنتها لا تشمل الذين قتلوا في تلك الفترة، قائلة إنها سجلت لغاية الآن 28 وفاة في محافظة مازندران، و14 في كردستان، و12 في غيلان وأذربيجان الغربية، و11 في محافظة طهران.وأكدت أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت العديد من الأطفال الذين كانوا يتظاهرون في الشارع وفي المدارس خلال الأسبوع الماضي، موضحة أن حصيلتها لا تشمل ست وفيات وقعت، وفق تقارير، خلال احتجاجات داخل سجن رشت المركزي بشمال إيران الأحد الماضي، مؤكدةً أنها تواصل التحقيق في القضية.وقالت إن عمالاً انضموا إلى إضرابات وتظاهرات تشهدها البلاد، في منشأة عسلوية للبتروكيماويات جنوب غرب إيران وعابدان غربا وبوشهر جنوبا.في غضون ذلك، عانت إيران من تعطل كبير في خدمات الإنترنت أمس، وسط دعوات لتجدد الاحتجاجات، وقال شهود عيان إن الدعوات للاحتجاج التي بدأت ظهرا، شهدت انتشارا كثيفا لقوات مكافحة الشغب ورجال أمن في ملابس مدنية في جميع أنحاء طهران، وأشاروا إلى تعطل الإنترنت الذي أثر على خدمات الإنترنت الهواتف المحمولة الخاصة بهم.وأكدت مجموعة "نت بلوكس" الحقوقية، أن سرعة الإنترنت انخفضت إلى نحو 25 بالمئة مقارنة بوقت الذروة، قائلة "من المرجح أن يؤدي ذلك إلى المزيد من ضعف التدفق الحر للمعلومات خلال الاحتجاجات".بدورهم، خرج عشرات الآلاف من الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج في شوارع أوروبا وأميركا الشمالية وخارجها، لدعم ما يعتقد الكثيرون أنه "لحظة فاصلة لبلدهم الأم"، ويقول الكثيرون منهم إنهم يشعرون بـ"وحدة غير مسبوقة في الهدف وتقارب مع التظاهرات في الداخل". في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن طهران لن تسمح لأي طرف داخلي أو خارجي بالمساس بأمنها، معترضا خلال اتصال هاتفي مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا، على تدخل أوروبا في شؤون بلاده، محذرا من أن طهران سترد بالمثل إذا فرض الاتحاد الأوروبي قيودا على إيران. من جانبه، قدم وزير التعليم الإيراني يوسف نوري، أول تأكيد على اعتقال عدد من أطفال المدارس خلال الاحتجاجات، وذكرت صحيفة "شرق" المؤيدة لجبهة الإصلاح أنه رفض الإعلان عن عدد المعتقلين واكتفى بالقول إن المعتقلين وضعوا "في مركز للأمراض النفسية" وليس السجن.