الجمعة 04 يوليو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

قراءة ابن كثير المكي (1من 3)

Time
الأربعاء 13 أبريل 2022
View
20
السياسة
قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍ فاقرأوا كما عُلّمتم"، إلا أن الإمام ابن الجوزي أثبت ثلاث قراءات أخرى، وقد توافق معه أهلُ العلم فأصبح للقرآن عشر قراءات معروفة ومتواترة.

إعداد - رانيا مصباح:

تعد قراءة ابن كثير المكي إحدى القراءات السبعة المتواترة، كانت من القراءات المهمة التي انتشرت عند أهل مكة، لدرجة أنه كان يقال في مدحها من أراد التمام فليقرا بها، لكنها تراجعت كثيرا ولم تعد منتشرة في دول العالم الاسلامي في عصرنا الحالي.
صاحب هذه القراءة هو َعبْداللَّه بْن كثير بن عمرو، ويكنى بـ"أبومعبد"، قارئ وقاض وإمام أهل مكة في القراءة، أحد القراء السبعة، كان واعظا تقيا عظيم الشأن، فصيحا بالقرآن، من ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن، اعتبروه قدوة حسنة وثقة أمين وشيخ مشايخ القراء، أصله فارسي، ولد بمكة في سنة الـ45 هجريا، لقب بالدراري نسبة الى تجارته في العطارة فقد كان يأكل من عمل يده وكان العطار قديما يطلق عليه العرب داريًا.
في عصره اجتمع أهل مكة على قراءاته ولم يقرأوا لأحد ممن كانوا في زمنه مثلما قرأوا له، وكان ابن كثير إذا أراد إقراء القرآن على أصحابه قام بوعظهم أولا حتى تكون قراءتهم للقرآن على أثر من الرقة واللين، كما تميزت قراءاته بالحسن واللين والسهولة.

شيوخه ومعلميه
التقى عبدالله بن كثير بعدد من الصحابة الجليلين منهم: عبد الله بن الزبير، وأبا أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك، وعبد الله بن السائب، رضي الله عنهم جميعا، قرأ القرآن وتعلمه على عبد الله بن السائب المخزومي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى مجاهد و درباس مولى ابن عباس، لم يقتصر فقط على إقراء القرآن ولكنه روى الحديث ايضا وكان ثقة في الرواية، إلاَّ أنَّه كان يقل من رواية الاحاديث.

أصول ومنهج
كان لابن كثير أصول ومنهج مميز في القراءة، منها أن مذهبه في قراءة الاستعاذة عند البدء في القراءة، له أربعة أوجه هي: الوقف على الجميع، وصل الجميع، الوقف ثم الوصل، والوصل ثم الوقف.
أما في سورة براءة ففيها وجهان: وصل الاستعاذة بأول براءة، أو الوقف على الاستعاذة والابتداء بأول براءة، وإذا اجتمع مد منفصل مع متصل كان يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولاً واحدا كقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ... وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
أيضا قرأ ابن كثير بضم ميم الجمع وصلتها بواو لو وقعت قبل محرّك مثل قوله تعالى (ومما رزقناهمو ينفقون) وهكذا في جميع القرآن؛ كذلك له صلة هاء الضمير إذا سكن ما قبلها وتحرك ما بعدها: فإن كانت مكسورة أشبعها بياء بمقدار حركتين، مثل قوله تعالى (فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).
أما إذا كانت مضمومة أشبعها بواو وذلك على نحو (عَقَلُوهُ وَهُمْ) أيضا من أصول هذه القراءة أنه كان يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين في الكلمة الواحدة من غير ادخال ألف بينهما مثل ( ءَأُنزل، أَئِنكم، وَءأَنذرتهم)،كما استخدم ابن كثير في قراءته الهمز مثل (هزؤا) (وكفؤا) بسورة الاخلاص وايضا هَمَزَ (ضئْزى) بسورة النجم (22) (ومنآءَة) (النجم (47) والواقعة (62) وذلك بوضع همزة تأتي بعد الألف، وكذلك قرأ بالهمز (مُرْجَئُون) بسورة (التوبة 106) (وَتُرْجِئُ) في سورة (الأحزاب 51)، كما هَمَز (ننسَأْها) في سورة (البقرة 106) بهمزة بعد السين، وقام بتبديل همزة (ياجوج وماجوج) ألفا بسورة (الكهف 94، والأنبياء 96).
وفي سورة الفاتحة قرأ ابن كثير (مالك) بحذف الالف (ملك)، واختلفت قراءته لتاء التأنيث حيث وقف على تاء التأنيث المرسومة تاء بالهاء مثل قوله تعالى (رَحْمَةَ رَبِّكَ) في سورة الزخرف 32 وقف عليها (رحمه) وفي قوله إِنَّ (شَجَرَتَ الزَّقُّومِ) بسورة الدخان 43 قرأها شجره بالهاء

وفاته
بعد حياة حافلة بتعليم وقراءة القرآن وتجويده توفي (ابن كثير الداري) في سنة مئة وعشرين من الهجرة، عام 738 ميلاديا عن خمس وسبعين عاما.
آخر الأخبار