الأربعاء 30 أبريل 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

قراءة حفص عن عاصم (1 من 3)

Time
الأربعاء 06 أبريل 2022
View
230
السياسة
قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍ فاقرأوا كما عُلّمتم"، إلا أن الإمام ابن الجوزي أثبت ثلاث قراءات أخرى، وقد توافق معه أهلُ العلم فأصبح للقرآن عشر قراءات معروفة ومتواترة.

إعداد - رانيا مصباح:

"برواية حفص عن عاصم استمعتم إلى الشيخ يتلو آيات الذكر الحكيم"، هذه الكلمات اعتاد الناس سماعها بعد أى تلاوة في إذاعة القرآن الكريم المصرية، كما أن طباعة اي مصحف في العالم الاسلامي كافة يشترط قبل طباعته أو تداوله أن يكون برواية حفص عن عاصم.

انتشار واسع
صاحب هذه القراءة هو عاصم بن أبي النَّجُود، بفتح النون وضم الجيم، ويقال ان اسم امه بَهْدَلة ولذلك يقال له عاصم بن بَهْدَلة، كنيته: أبو بكر ونسبته الأسدي الكوفي.
يعد الإمام عاصم أحد القراء العشرة للقرآن الكريم، مقرئ عصره وعصور تالية له، قراءته من القراءات السبع المشهورة بل تأتي على رأسهم، اسناده في القراءة ذي علو كبير يأتي بعد الإمام بن كثير وابن عامر، وقد انتشرت قراءته في بلاد الكوفة انتشارا واسعا ومنها انتقلت الى العالم الاسلامي كافة.
ولد عاصم ونشأ وتوفي بالكوفة، تخلَّق بالأدب والنسك وكان عابدا خيرا، يكثر من الصلاة، وإذا مر على مسجد دخله ليصلي به تقربا إلى الله عز وجل، عسى أن يقضي له حاجة يريدها.
قيل في الإمام عاصم أنه كان صاحب سنة وقراءة، عالما في القرآن، ضابطاً في قراءته ومن أوثق من روى، جمع بين فصاحة القول وحسن الصوت والاتقان والتجويد، وبراعة الأداء، بل من أروع وأحسن الأصوات في ترتيل القرآن، برع ومهر باللغة والنحو، فصار من أئمة أهل الكوفة في النحو وأعلمهم وإليه انتهت رئاسة الإقراء بالكوفة، بعد أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب السُّلَمي والذي أخذ القراءة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيِّ بن كَعْب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.
اتبع عاصم أبا عبدالرحمن السلمي في قراءته ولم يخالفه في شيء وكان أبو عبدالرحمن يتبع علي بن أبي طالب في قراءته، كما أخذ عاصم القراءة أيضا عن زر بن حبيش والذي أخذها عرضا عن عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود، بجانب ذلك التقي بعضَا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم، كالحارث بن حسان البكري الذهلي رضي الله عنه ورفاعة بن يثرب التميمي رضي الله عنه، لذلك يعتبر من صغار التَّابعين.

منهجه في القراءة
للإمام الجليل عاصم انفراد في الإقراء، فهو صاحب مدٍّ وهمز وقراءة شديدة، حيث كان له في المد اللازم بجميع أنواعه سواء كان مخففاً أو مثقلاً ست حركات في مثل قوله تعالى: "ءَآلْأَنَ – ص~- ن~ - الضآلين – اآـم~"، فإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل وأتى بعدهما لام تعريف وذلك في ثلاثة مواضع وهم: "ءآلذكرين" (الأنعام143، 144) "ءَآلأَنَ" (يونس51،91) "ءآلله" (يونس59،النمل59) كان له فيها طريقتان للقراءة: إما إبدال همزة الوصل ألفاً مع الأشباع، والطريقة الثانية: تسهيل همزة الوصل بين الألف والهمزة "ءاْلآنَ - ءاْلله" ولا يوجد هنا وجه للمد. أما المد اللازم الحرفي نحو ن~،ص~ واآـم~ فكان له الإشباع والمد واستثنى من ذلك حرف (عين) في بداية سورة مريم: "كهيعص" وبداية سورة الشورى "حم عسق" فكان يقرأهما على وجهين الإشباع والتوسط، وكان ينفرد في (آلم) بداية سورة آل عمران بإشباع المد في الميم عند الوقف عليها، وله الاشباع او القصر في حال أن وصلها بلفظ الجلالة "الله" من بعدها مع فتح الميم.
وفي الهمز روى الإمام عاصم بتحقيق الهمز سواء المفرد في كلمات مثل "يؤمنون، تألمون، بئس"، وكذلك الهمز المزدوج من كلمة مثل "ءأنذرتهم"، أو الهمز المتتالي في كلمتين نحو "جاء أحد – يشاء إلى"، فقد حقق الهمز جميعا،إلا انه استثنى الهمزة الثانية من "ءأعجمي" المرفوع في سورة فصلت آية (44) فإنه سهلها بين الهمزة والألف، ولم يدخل عاصم ألفاً بين الهمزتين اطلاقا. كما قرأ بإبدال الهمزة ياء من "ضيزى" بسورة النجم (22) وهمزة (باديء) من "بادي الرأي" بسورة (هود27)، كما أبدل الهمزة واواً من هزؤا في جميع مواضعها بالقرآن "هُزُواً" وكذلك "كُفُواً". بسورة الأخلاص (4).
وقد توفي الامام العلامة الجليل عاصم بن نجود سنة ثمان وعشرين ومئة هجريا 128 هـ بالكوفة.
آخر الأخبار