طلال السعيدفي أدراج الادارة العامة للمرور قرار قديم جدا اكل الدهر عليه وشرب ولم يُعَد النظر فيه ولم تطله يد التطوير او التغيير، اتخذ في وقته ولم يجرؤ احد على تغييره، هذا القرار يمنع تسجيل السيارة "الوانيت" باسم البدون او غير محدد الجنسية بينما يسجل الصالون حتى لوكان "روز رايز" غالي الثمن باسمه فما هو مبرر هذا القرار!؟ ما كان ممنوعا قبل عقود من الزمن لايزال ممنوعا حتى الان، بالسابق كان الوانيت وسيلة النقل الوحيدة الذي يحل محل التاكسي الجوال في تلك الايام، وهم لايريدون للبدون ان ينقل الركاب لا لسبب، انما لايريدون له ان يعيش عيشة كريمة فمنعوه من تسجيل الوانيت باسمه ظلما وعدوانا واستمر هذا القرار الى يومنا هذا.الان، انتشرت سيارات الاجرة الجوالة في الكويت كلها ولم يعد احد يركب الوانيت الا من لديه اغراض يريد تحميلها يستعين بالوانيت، فلماذا يقفل باب الرزق هذا بوجه البدون. المفروض ان يسمح له بقيادة التاكسي الجوال فهو اولى من الوافدين الذين لايعرف سجلهم الجنائي فبعضهم كان مجرما في بلده وجاء الينا ليمارس نشاطه الاجرامي بينما "البدون" عاشوا بيننا وعرفوا عاداتنا وتقاليدنا واصبحوا من اهل البلد، بل ان بعضهم لايقلون حرصا على الكويت من الكويتيين انفسهم.المشكلة ان تلك القرارات الصدئة لايزال معمولا بها وليس هناك اعادة نظر او اعادة تقييم لتلك القرارات، ولكي نكون اكثر واقعية ليس هناك مسؤول يجرؤ على فتح تلك الملفات تجنبا لعوار الراس وخوفا على المنصب، متصورا انه بمجرد اتخاذه قرارا ينقض قرارا سيئا سابقا سوف يفقد منصبه.الوانيت سيارة من ضمن السيارات التي تسير بالشارع ولن يغير تسجيلها باسم "بدون" من الامر شيء ولن يخفف الضغط على الشارع، كذلك لن ينافس التاكسي الجوال الذي يجب ان تكون الاولوية في قيادته للكويتي ثم البدون ثم الوافدين.هناك قرارات كثيرة تحتاج الى اعادة نظر ليس فقط هذا القرار، حتى اشارات المرور واتجاهات السير يجب اعادة النظر فيها، فالزمن يتطور والمرور قراراته جامدة ولم نسمع الا عن مطالباتهم المستمرة بمضاعفة مبالغ المخالفات الى عشرة اضعاف هذا هو همهم الاول والاخير، اما ان يفكروا في الاتجاه الصحيح، فهذا شبه مستحيل، وكأن المرور للمخالفات فقط، اما ما ينفع الناس فهم لايفكرون فيه.مطلوب من الوزير المقبل نفض الادارة العامة للمرور وقراراتها الهرمة، وضخ دماء جديدة في شعبها واداراتها لتحقيق معنى الخدمة المرورية اما ان يستمر الوضع على ماهو عليه فتلك مصيبة، وأن تستمر الادارة كإدارة جباية فقط مهمتها جمع الفلوس من الناس حتى كرهنا القيادة ولم نعد نستمتع بجولة بالسيارة في بلدنا مثلما كنا بالسابق... زين.
[email protected]