قرارات الحكومة المجحفة بحق المواطن

أحمد الدواس

الحكومة لا تنفك تجعل المواطن يعاني يوميا صعوبات كثيرة في معيشته، فالمواطن الذي يعتزم شراء أثاث لمنزله، وتقسيط المبلغ لفترة طويلة نسبيا، وبقسط مريح قليل التكلفة، فوجئ بقرار وزير التجارة الذي يمنع المواطنين من تأثيث منازلهم بالأقساط لأكثر من خمسة آلاف دينار، ويشترط فترة سداد قصيرة جدا تبلغ ثلاث سنوات، ما يعني ان قيمة القسط سترتفع.
في السابق كان المستهلك يدفع 50 دينارا، مثلا، كل شهر ولمدة سنوات عدة، وحاليا سيدفع 138 دينارا خلال وقت قصير حتى يسدد ما عليه، وهو ما يرهق المستهلك.
أثار هذا القرار ردود فعل غاضبة في المجتمع، فقال رئيس جمعية المحامين شريان الشريان أنه قرار غير متزن لا يصدر من رجل دولة، ولا يراعي المواطن ومعاناته من ارتفاع الأسعار.
وناشد رئيس جمعية حماية المستهلك مشعل المانع سمو رئيس مجلس الوزراء بوقف القرار لمزيد من الدراسة.
الحكومة لا تنفك تضغط على المواطن بدلا من تخفيف معاناته، فإلى جانب وقف الوسائل الترفيهية البريئة، كالمدينة الترفيهية وغيرها، وإهمالها الإصلاحات الداخلية، ما جعل المواطن يسافر خلال فترة الأعياد للترفيه عن نفسه الى الخارج، هناك، مثلا، قرار الداخلية بشأن مخالفات المرور، فمثلا، لماذا وضعت إدارة المرور قيمة مخالفة السرعة 30 دينارا أو 40 دينارا للمخالفة الواحدة، يعني اربع مخالفات مكلفة للمواطن والمقيم، فقيمتها تقترب من 200 دينار، فرب أسرة معاشه 700 دينار، كيف يدفع ثلث، أو نصف معاشه مخالفات مرور؟
لماذا لا تجعل الداخلية المخالفة الواحدة بعشرة دنانير، مثلا، ففي هذه الحالة لن نسرع بقيادة السيارة، ونستهتر بقيادتها فرحا بتخفيض سعر المخالفة، فالكل يخشى الحوادث ولا شك؟
ثم ان بعض المواطنين، كما قال النائب حمد المطر، لايستطيع حتى شراء ثلاجة، فبعضهم راتبه 600 دينار وآخرون 450 دينارا.
الناس تشتكي في الكويت، فالحكومة شاطرة في التضييق على معيشة المواطن، في الداخل بين فترة وأخرى، بينما تهدر الأموال كهبات ومنح وقروض لدول ومنظمات في الخارج، ومما يؤكد عجز الحكومة أنها أعلنت على الملأ في أغسطس 2019 قائلة للمواطنين: "اقترحوا علينا شيئا ننفذه"، فقال مواطن: "الاقتراح الأول، استقيلوا فورا".
باختصار: بعض الوزراء ليسوا على قدر عال من المسؤولية، للأسف، لتخفف الحكومة الأعباء المالية على المواطن والمقيم.

سفير كويتي سابق
[email protected]