"قرهمانة" معز التومي ... مونودراما تونسية عن معاناة المسنين اليومية

يناقش الفنان المسرحي التونسي معز التومي، جملة من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مسرحية "القرهمانة"، التي كتب نصّها ولعب بطوتها، متقمصا دور امرأة عجوز، بينما تولى الإخراج عبدالقادر بن سعيد، ويعرضها بنجاح متنقلا بين مهرجانات تونس.
وأطلق التومي تجربة مسرح المونودراما من خلال هذه المسرحية، بعد أن أنتج ومثّل مسرحية "فركة صابون" مع الممثلة التونسية عزيزة بولبيار، واضطرّ هذه المرة إلى القيام بتغيير كبير في شخصيته من أجل أداء دور "القرهمانة"، وهي امرأة عجوز خبرت الحياة وأنهكتها السنوات، فتروي على خشبة المسرح الكثير من تفاصيل المعيشة اليومية للتونسيين.
ويستحضر التومي في العرض، شخصيات سياسية فاعلة في المشهد التونسي اليوم بدءا من رئيس الجمهورية قيس سعيد، والنائبة في البرلمان المنحل، رئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي، وعدد من النواب الآخرين الذين أثارت تدخلاتهم ومواقفهم جدلا.
ولا يخلو نص المسرحية من عمق معالجته مواضيع إنسانية عدة، خصوصا خلال فترة الحجر الصحي، ومنها العلاقة بين الزوجين والفتور الجنسي والعنف في الأسرة، ومعاناة كبار السن الذين وجدوا أنفسهم في ظروف غير مألوفة، إضافة إلى طرح ظاهرة تخلي الأبناء عن آبائهم بدعوى قسوة الظروف الاجتماعية.
وفي المسرحية أيضا حديث عن الوضع الاجتماعي الصعب الذي يعيشه التونسيون مع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وتأثير جائحة "كورونا" على قطاعات واسعة.
كما يخوض التومي، في موضوعات أكثر حساسية وحميمية، حين تحدّث عن العجز الجنسي وتعدد الزوجات وكيفية طرحه في تونس.
يقول الفنان التومي، الذي يقوم بجولة بين المهرجانات الصيفية في مختلف المحافظات التونسية لعرض المسرحية، إن "النص سبب نجاح العرض، معتبرا أنّ القدرة على إضحاك الجمهور تكون من خلال النّص بالأساس قبل أن تكون على خشبة المسرح".
وأضاف في تصريحات لوسائل الإعلام بعد أحد عروضه في الهواء الطلق، أنّ "الإضحاك ليس عملية سهلة، خصوصا بمثل هذه النوعية من الكتابة التي تسعى إلى الابتعاد عن الاستسهال والابتذال، المهم أن يقدم للجمهور مادة يجد فيها نفسه، وتمثّل له متنفسا ومعبّرا عن قضاياه ومشاغله".
ويلعب الماكياج عنصرا مهما جدا في العرض، حيث يخضع معز التومي لنحو أربع ساعات تحضير لرسم وجه جديد، حتى يتحول إلى امرأة عجوز تتماشى وطبيعة الدور وتتفاعل مع النص المسرحي.