"قسد" تستأنف مهاجمة "داعش" بدير الزور بعدما "طمأنها" التحالف

القامشلي (سورية)، عواصم- وكالات: استأنفت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، عملياتها البريّة ضد تنظيم "داعش" في آخر معقل له قرب الحدود مع العراق، بعد عشرة أيام على تعليقها، ردّاً على القصف التركي لمناطق سيطرة الأكراد شمالي سورية.
وقالت "قسد"، التي يقودها أكراد، إنها استأنفت أمس عملياتها في منطقة ديرالزور "نتيجة الاتصالات المكثفة بين القيادة العامة لقواتنا وقادة التحالف الدولي، وكذلك الحركة الدبلوماسية النشطة التي استهدفت نزع فتيل الأزمة على الحدود". وأضافت، في بيان أمس: "قواتنا مستمرة وملتزمة باستكمال وإنهاء معركة دحر الإرهاب والقضاء على (داعش)".
وقالت "قسد"، في بيانها، إنها "في الوقت الذي تؤكّد عزمها على ملاحقة الإرهاب، لتؤكد بالمثل عزمها حماية الحدود الدولية لشمال سورية"، داعيةً إلى "الحوار سبيلاً لحلّ جميع المشكلات، والابتعاد عن لغة التهديد والتصعيد".
ولم يوقف التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، ضرباته الجويّة على ديرالزور، رغم توقف عمليات "قسد"، التي تمثل "وحدات حماية الشعب الكردية" رأس حربتها. وتعتبر تركيا النفوذ الكردي في الشمال السوري تهديداً لأمنها القومي، إذ ترى أن "وحدات حماية الشعب" امتداد لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي يقود تمرداً في تركيا منذ ثلاثة عقود، وتصنفه أنقرة تنظيماً إرهابياً.
وطالما هددت تركيا بشن عملية عسكرية جديدة ضد الأكراد، بعد سيطرة قواتها، بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها، على منطقة عفرين (شمال غربي حلب) ذات الغالبية الكردية. وتصاعدت نبرة التهديدات أخيراً لتطال مناطق واسعة يسيطر عليها الأكراد في شمال وشمال شرقي سورية (شرق الفرات).
ونقلت "فرانس برس" عن "المرصد السوري" المعارض، الذي ينشط من العاصمة البريطانية لندن، قوله أمس، إن "قادة أميركيين وفرنسيين من التحالف، أبلغوا قوات سورية الديمقراطية، خلال اجتماع عُقد قبل يومين، أن تركيا وعدت التحالف بأنها لن تشن هجوماً ضد المنطقة الواقعة قرب حدودها".
من جانب آخر، قتل شخصان على الأقل، ظهر أمس، في انفجار سيارة مفخخة بمدينة جرابلس، التي تسيطر عليها فصائل مسلحة مدعومة من تركيا. وأفادت مواقع إلكترونية أن السيارة المفخخة انفجرت بالقرب من مقر ما يُسمى "قيادة الشرطة العسكرية" في جرابلس التابعة لريف حلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل رجلين وجرح نحو 25، بينهم خمسة في حال خطرة، تم نقلهم إلى مستشفيات تركية.
ونقلت المواقع صوراً لمكان الانفجار، الذي لم تتبنه أي جهة، إلا أن أصابع الاتهام تشير، بحسب المواقع الموالية لتركيا، إلى "الميشيات الكردية، التي تستغل الضعف الأمني على حواجز الفصائل لإدخال السيارات المفخخة".