السبت 24 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

قسوة ورعب وابتزاز في أجنحة مركز الكويت للصحة النفسية!

Time
الأربعاء 22 يوليو 2020
View
5
السياسة
المواطن س.م لـ" السياسة": طقوا أخوي الستيني وعندما واجهتهم قالوا لي
"روح واشتكي وأعلى ما في خيلك اركبه"

لا أصدق أن هذا يحدث في "الديرة"... الممرض "ج" لم يرحم ضعف أخوي
وكان يتدرب "الكاراتيه" عليه

الوزارة بدأت التحقيق في الشكاوى لديها واستدعوني لتقديم إفادتي ونتطلع للتخلص ممن يسيئون للرداء الأبيض

مزادات علنية لبيع المرضى ومبالغ محصلة من الأهالي تختفي من دفاتر التسجيل... والشكوى بلا صدى!



"السياسة" – خاص:


عندما طلب المواطن "س . م" الحضور إلى "السياسة" حاملاً معه ملف مخالفات بعض ممن وصفهم بضعاف النفوس في مركز الكويت للصحة النفسية، وبمجرد أن بدأ الحديث عن رحلة شقيقه الستيني مع المركز، لم يكن يخطر ببالنا أن هذا يمكن أن يحدث على أرض الكويت، وليس في أي مكان بل في مستشفى يلجأ إليه المريض وهو في أقصى حالات ضعفه مستنجدا بملائكة الرحمة، فإذا به يصطدم بقساة القلوب والمتجردين من أبسط معاني الرحمة والإنسانية.
ورغم قسوة ما قاله وسرده وأدلى به، إلا أننا لا نملك سوى نقل جانب من الصورة التي رسمها المواطن، على أمل استئصال هذه التقرحات التي تسيء إلى الانسانية قبل أن تسيء إلى مرفق صحي مهم لا يمكن الاستغناء عنه، خاصة وأن هذه الوقائع وغيرها أصبحت في عهدة أجهزة تحقيق تدقق فيها، واكتفينا بالتغاضي عن بعض التفاصيل التي قد لا تفيد أكثر مما تضر، أو للتخفيف من قتامة الصورة.
قال المواطن "س. م" والكلام على عهدته الشخصية، إنه منذ لحظة استقبال المستشفى للمريض وتحوله إلى رقم في سجلاتها والدفع به إلى أحد الأقسام تبدأ رحلة المعاناة، حيث يتحول إلى سلعة تباع وتشترى في مزاد يلعب فيه بعض الممرضين من ضعاف النفوس وممن يمتلكون السطوة داخل أقسام "دور النخاسين"، وأحالنا إلى سجل من الشكاوى التي تقدم بها هو وغيره إلى وزارة الصحة والتي عرفت طريقها إلى جهات التحقيق أخيرا، واضعا ملفا متخما بالأحداث والوقائع والتسجيلات التي تكشف جانبا من ممارسات ضعاف النفوس هؤلاء والذين يسيئون للرداء الأبيض، في عهدة الأجهزة القانونية بمنطقة الصباح الصحية ووزارة الصحة لتدور عجلة التحقيقات.
أما الوقائع المحددة، والتي نسردها في السطور التالية على لسان "س. م" تارة، ومن وقائع الشكاوى تارة اخرى، والتسجيلات الصوتية تارة ثالثة، فإنها لو صحت ترسم صورة مختلفة عن تلك الراسخة في الأذهان، وكيف يتم استغلال حاجة وظروف مرضى في حالة ضعف وذويهم، ونعود ونكرر "من جانب بعض ضعاف النفوس". واللافت أن كثيرا من هذه الوقائع تتعلق تحديدا بما بات يعرف ببيت الرعب أو جناح "34" بمركز الكويت للطب النفسي، والذي يسيطر عليه ممرضان سيئا الصيت كما يبدو من تكرار الشكاوى، وإن كان "س" يصر على أن ما يدور في القسم المذكور، مجرد نموذج لما يدور بين جدران المستشفى.
يقول المواطن "س.م": "بدأت رحلة شقيقي مع مرض الفصام منذ زمن يمتد لعقود من السنوات، ومعه بدأ ترددنا على مستشفى الطب النفسي، ويضيف: طوال سنوات كنا نتردد على المستشفى إلا أننا لاحظنا في السنوات الأخيرة تغيرات لا يكاد يصدقها العقل ولا يستطيع أحد أن يستوعب أنها يمكن ان تحدث في الكويت وبدأنا نحن أهل المرضى نلاحظ هذه التغيرات، منها تكرر تعرض المرضى للسرقات واستغلال ذويهم وغيرها من السلوكيات المريبة التي وصلت إلى حد غير معقول".
ويتابع: "في يونيو الماضي فوجئت بشقيقي يتصل بي ويستنجد من المستشفى قائلا: لحقني أخوي طقوني في المستشفى وأنا مكسر، وعندما هرعت إليه رفضوا السماح لي برؤيته وفوجئت بهم يماطلونني ويرفضون لقائي به لأيام متتالية متعللين بإجراءات مواجهة كورونا، وعندما اتصلت بشقيقي أبلغني أن الزيارات مفتوحة وأن الأهالي يستقبلون ذويهم من المرضى بصورة طبيعية ماعدا أنا، وكرر شكواه من تعرضه "للطق" وأبلغني أنه مصاب بكسور وأنهم أخرجوه سرا لإسعافه في احدى مستشفيات منطقة الصباح وأعادوه من الباب الخلفي للمستشفى دون أن يشعر أحد، فصممت على أن أراه وأطمئن عليه".
ويسرد "س": "تحت إلحاحي ولجوئي إلى مدير المستشفى استجابوا أخيرا، وفوجئت بشقيقي يحضر محمولا بواسطة ستة ممرضين عندي في الاستقبال، وعندما رأيته على هذه الحالة سارعت بتقديم شكوى إلى مديرة مركز الكويت للصحة النفسية"، ويحيلنا "س. م" الى نص الشكوى التي جاء فيها " نود ابلاغكم أن الممرض "ج" في جناح 34 بخلاف مهمة التمريض المعهودة بالإنسانية، أصبح يمارس لعبة الكاراتيه مع أخي المريض النفسي "ع. م" مما أحدث له ضربات لازال يشكو منها، وأعتقد أنه سبب رضوضا بالكتف الأيسر وبعض الكدمات، ونرجو من حضراتكم التحقق من الأمر" وهي الشكوى التي أحالها نائب المدير إلى مديرة المركز ومنها إلى رئيس القسم الطبي بالمستشفى.
ويضيف "س م": اصطحبت شقيقي إلى مستشفى الصباح في اليوم التالي لإجراء الفحوص، والتي اثبتت وجود صدمة أسفل الصدر من الجهة اليسرى حيث كان يشكو شقيقي من الألم"
وعبر عن الألم والحسرة أنه بمواجهته من اعتدوا على شقيقه، ردوا عليه بعد انكار بصلف شديد بالتهديد، قائلين له" اشتكي كما تريد واذهب إلى وزارة الصحة أواي مكان إن شئت، وأعلى مافي خيلك اركبه"، مشيرا إلى أنه خوفا على شقيقه من هذه التهديدات لم يعد يتردد على المستشفى.

روايات متضاربة
من جانبها، قررت الطبيبة المعالجة في تقريرها بخصوص الشكوى، أن المريض تضاربت أقواله، حيث قرر مرة أنه لم يتم التعدي عليه بالضرب من الممرضين، وأن شقيقه أساء فهم الواقعة ما دفعه للشكوى ومرة أخرى قرر أن مريضا عراقيا معه هو من قام بالاعتداء عليه، مشيرة إلى أن المريض يعاني من فصام ذهني منذ نحو 30 عاما ويتم حجزه بالمستشفى بصورة متكررة طوال العام، وهنا يرد المواطن "س. م" صاحب الشكوى مستغربا من أنه لا يوجد مريض عراقي في القسم المذكور، وأن تقرير الطبيبة المعالجة لم يتطرق إلى الكدمات الموجودة في جسد شقيقي والتي أثبتتها تقارير مستشفى الصباح، وهو ما دفعه إلى تصعيد الأمر للسلطات القانونية في المنطقة ومنها إلى مكتب وكيل وزارة الصحة والتي يتم التحقيق فيها حاليا.
تجاوزات مالية

وانتقل المواطن "س م" إلى شكوى أخرى تتعلق بتجاوزات مالية من جانب بعض الممرضين، مؤكدا أن هذه ليست الشكوى الوحيدة التي تقدم بها حيث سبق وتقدم بشكاوى عدة، منها شكوى في فبراير الماضي انتقد فيها اعتياد الممرضين الاتصال بذوي المرضى والحصول منهم على مبالغ مالية لذويهم، ومن ثم اختفاء هذه المبالغ من دفاتر التسجيل والاستيلاء عليها وعدم توصيلها للمريض أو انفاقها عليه، وهي الشكوى التي تم تحريكها مؤخرا، حيث تم استدعاؤه إلى الشؤون القانونية بمنطقة الصباح الصحية قبل يومين، للإدلاء بإفادته بشأنها.
وكشف "س. م" على عهدته ومن واقع تسجيلات صوتيه له مع أحد الممرضين داخل المستشفى عن تجاوزات مرعبة، منها تعرض المرضى وأهاليهم للابتزاز من جانب هؤلاء الممرضين ضعاف النفوس الذين حولوا رسالتهم السامية إلى تجارة، مشيرا إلى أنه منذ لحظة دخول المريض جناح 34 يتم المزايدة عليه ومن ثم بيعه لأحد الممرضين، والذي يقوم بدوره بالتعامل معه على أنه ملكية خاصة به، حيث يقوم بابتزازه وتهديده وابتزاز أهله وبيع الأدوية التي تصرف مجانا من المستشفى له، ومن ثم بيع طعامه وشرابه له وتقاضي مقابل خدماته.
ويضيف أن الأمر يصل إلى حد كتابة خروجيات له من المستشفى لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بين أهله.
وبسؤاله عن دور ورقابة الأطباء المعالجين وادارة المستشفى، يحيلنا "س" الى تسجيل صوتي مع أحد الممرضين، حيث يقرر الممرض أن ما يدور داخل الاجنحة يعد من الأسرار التي لا تخرج خارج جدرانها، وأن الطبيب المعالج يقتصر دوره على الاشراف على المرضى من الأحد الى الأربعاء، أما باقي الأسبوع فان المريض يكون بشكل كامل في عهدة الممرض، ما يتيح للممرضين المتنفذين وضعاف النفوس التصرف وكأنهم في مملكتهم الخاصة.

اعتداءات متكررة
وننتقل من حديث وشكاوى المواطن "س.م" إلى واقعة أخرى تعود إلى يناير 2019 و تثبت أن الاعتداءات على المرضى متكررة، حيث أثبت تقرير صادر هذه المرة من داخل المستشفى وليس من أهل المرضى، وقوع اعتداء من الممرضين على مريض عمره 68 عاما.
فقد نصت افادة ممرضي جناح 31 والمرفقة بنسخة من نموذج تقرير للحوادث الطارئة، بأنه عند استلام أحد المرضى من النوبة الليلية لوحظ وجود سجحة وكدمة أسفل العين، وبسؤال المريض أفاد بأن مسؤول النوبة الليلية هو من قام بالاعتداء عليه، وانه تم تبليغ الطبيب المعالج الذي قام باستدعاء أحد أطباء العيون لتوقيع الكشف الطبي على المريض، وقام بالشهادة على التقرير أربعة ممرضين من النوبة الصباحية، ولكن يبدو أن الأمر توقف عند هذا الحد دون المضي في تحقيق جاد يفضي إلى عدم تكرار مثل هذه الممارسات.



إبلاغ أو الأذى

سأل المواطن "س.م " ممرضا: ليش ما تبلغون عن التجاوزات؟
فاجاب: قمت بابلاغ مسؤول الجناح عند قدومي وكررت الشكوى أكثر من مرة، وعندما لم أجد رد فعل مناسبا أبلغتهم أنني لا أتحمل مثل هذه الأوضاع "ودمي بيغلي"، وسيكون هناك أحد أمرين، ان أقوم بالابلاغ ولو اضطررت إلى ايصال المشكلة للشرطة، او أصمت وأتعرض للأذى النفسي، وقالوا لي سنتصرف وناخد قرارا، ولكن الموضوع بدأ يموت وبدأوا يتجنبوني.



مكالمة صادمة

سأل المواطن أحد الممرضين: منذ متى ياخدوا فلوس من المرضى؟
الممرض: منذ زمن ومنذ دخلت هذا الجناح وأنا أراهم يصنعون ذلك، بل إن الأمر يصل إلى الاتفاق على شهريات تصل إلى 300 دينار مع أهل المريض مقابل توفير سبل الراحة له والاعتناء بكافة تفاصيل حياته من طعام وشراب وملبس وغيرها، وللاسف هناك مواطنين يدفعون لراحة مرضاهم. وهناك من يريد الراحة من الطلوع والدخول والزيارات فبيوهمه الممرض بانه سيتولى كل شيء وبيطلع ويخرج المريض براحته فالناس بتدفع.
وأضاف أن علبة "الزيبركسا" تباع للمريض ب 50 دينارا، والاسبوع الماضي حضر مريض جديد، وقدم له الممرض طعاما من المخصص للمرضى وأعد له القهوة، وقام بتوصيله إلى سيارته واعطاه أربع علب "زيبركسا" مقابل 200 دينار، والغريب أنه يتحدث بفخر عن ذلك .



تنويه واجب

على الرغم مما تتعرض له "السياسة" من محاولات لتضييق الخناق من جانب بعض قياديي وزارة الصحة إلا أننا نؤكد أننا لسنا بمعرض تقييم للأداء في هذه المرحلة التي تقود فيها الوزارة معركة مواجهة وباء "كورونا" المستجد، كما نؤكد أننا لسنا بصدد خوض صراعات أو معارك ضيقة وإنما نواصل ممارسة رسالتنا السامية ودورنا المهني، الذي ندفع ثمنه راضين، وإن كان هذا لا يمنع من توجيه رسالة إلى وزارة الصحة نأمل من خلالها الانشغال بدورها الطبيعي ورسالتها النبيلة التي ينتظرها جميع الكويتيين بتخفيف الآلام ومواجهة السلبيات، بدلا من ملاحقة أطبائها لمجرد إبداء آرائهم، وتكميم الحثيثة.



ممرض الصباح الهارب مرَّ من هنا

لأن الفساد متشابك، فقد كشفت إحدى المكالمات الهاتفية التي عرضها علينا المواطن "س. م" تفاصيل جديدة، بشأن واقعة التجاوزات المالية والإدارية لبعض أعضاء الهيئة التمريضية بمنطقة الصباح، والتي انفردت "السياسة" بنشرها في عدد سابق.
ففي معرض حديثه للمواطن، قال أحد الممرضين إن الجناح كله محترم، ولكن هناك اثنين فقط وراء هذه الممارسات المشينة، وقد كانوا ثلاثة حيث كان معهم ممرض فلسطيني، انتقل للعمل بالوزارة وكان يحصل على بدلات دون وجه حق تصل في الشهر إلى 300 دينار، إلى أن تم اكتشاف أمره وعندما تنامى إلى علمه أن هناك قضية وأنه سيتعرض للسجن فر إلى بلاده، وهو كان قد دفع رشاوى في الأساس لإدراج اسمه ضمن كشوف هذه البدلات التي كان يتقاضاها دون وجه حق.




آخر الأخبار