الأحد 22 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

قصة البطل عيسى العوّام

Time
الأربعاء 06 فبراير 2019
View
770
السياسة
محمد الفوزان

الكثير منّا رأى الفيلم الشهير"الناصر صلاح الدين " والذي أنتج عام 1963، وقد كلّف مبالغ خيالية كما اكدت منتجة الفيلم آسيا داغر، أخذت منها أكثر مما أعطتها، ولم يحقق إيرادات مع أنه كلفها نحو 200 ألف جنيه، وكانت وقتها أعلى ميزانية خُصصت لفيلم مصري، و استمر العمل عليه خمس سنوات، بسبب الأزمة الصحية التي ألمت بمخرجه عزالدين ذو الفقار، الذي نصح آسيا وقتها باستبداله بالمخرج يوسف شاهين، وقد ضحت المنتجة آسيا بالكثير من المال من أجل إنتاج "الناصر صلاح الدين"، فاستدانت من هيئة السينما، ورهنت عمارتها، بل تم الحجز على أثاث بيتها وشركتها، ودخلت في أزمة مالية وأفلست بسببه .
اشتهرت في الفيلم شخصية عيسى العوام، حيث أن المخرج يوسف شاهين قدمه في صورة نصراني كان مساعدا للقائد صلاح الدين الأيوبي.وقد ارتبط اسمه بحصار الصليبيين لمدينة عكّا .
والسؤال : هل كان فعلاً عيسى العوام نصرانياًّ أم مسلماً ؟
الصحيح تاريخيا أن البطل عيسى العوام كان غواصا مسلما من مدينة عكا الساحلية التي حاصرها الصليبيون إبان الحملة الصليبية الثالثة في رجب 585هـ، الموافق أغسطس 1189م، ولما اشتد الحصار على عكا أصبح هم صلاح الدين الكبير أن يمدّ المحاصرين بالمال والرجال، وكان البطل عيسى العوام - رحمه الله- بمثابة السفير بين المسلمين المحاصرين في عكا وبين القائد صلاح الدين خارجها، حيث كان يحمل الرسائل لصلاح الدين ويعود بالأموال والأوامر منه. وذات يوم خرج العوام كعادته يحمل بعض الرسائل إلى صلاح الدين ليعود بالرد عليها بعد أن يوصلها له. وانتظر المسلمون عودته ولكنه غرق في البحر وقذفته الأمواج إلى الساحل، وكان معه ثلاثة آلاف دينار ورسائل من صلاح الدين معلقة في عنقه. وقد روى قصته القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" أيام محنة عكا، وأورد قصته أيضا صاحب كتاب "تذكير النفس بحديث القدس" قائلا: إن عوَّاما مسلما كان يُقال له عيسى، كان يدخل البلد بالكُتُب والنَّفقات على وسطه ليلاً على غِرَّةِ من العدو، وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو، وكان ذاتَ ليلةِ شَدَّ على وسطه ثلاثة أكياس فيها ألف دينار، وكُتبٌ للعسكر، وعام في البحر فجرى عليه أمرٌ أهلكه، وأبطأ خبره عن المسلمين.
آخر الأخبار