الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

قصة جميلة من الأدب التركي

Time
الأربعاء 08 أبريل 2020
السياسة
محمد الفوزان

سئل أحد الحكماء يوما: ما الفرق بين من يتلفظ بالحُب ومن يعيشه؟
قال الحكيم سترون الآن، ودعاهم إلى وليمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم، وجلس إلى المائدة، وهم جلسوا بعده.
ثم أحضر الحساء وسكبه لهم، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر، واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة!
حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض! وقاموا جائعين في ذلك اليوم.
قال الحكيم والآن انظروا! ودعا الذين يحملون الحُب داخل قلوبهم إلى المائدة نفسها، فأقبلوا والنور يتلألأ على وجوههم الوضيئة، وقدم إليهم الملاعق الطويلة نفسها، فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه، وبذلك شبعوا جميعهم، ثم حمدوا الله وقاموا "شبعانين".
وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب، من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعاً، ومن يفكر أن يشبع أخاه فسيشبع الاثنان معاً!
فالحب عملية متبادلة ولا تكون من جانب واحد، فلا عطاء دون أخذ ولا أخذ من دون عطاء.
فمن يعط هو الرابح دوماً لا من يأخذ فقط.
يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
لهذا تجنّب مخالطة الناس في هذه الأيام العصيبة، يجدر الإشارة إلى أهمية التقيد بإرشادات وتوجيه الجهات الرسمية والهيئات الطبية لأنها الأكثر معرفة ودراية بتفاصيل المرض وآثاره وذلك في كل بلد، والتكافل مهم بين بني الإنسان للتغلب على هذا الوباء الخطير إلى أن تنجلي الغمّة ويرتفع الوباء عن الناس.
أسأل الله لكم السلامة والعافية.
"علشان الكويت خلّك في البيت"

إمام وخطيب

آخر الأخبار