الخميس 03 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

قصة دخول التتار الإسلام

Time
الأربعاء 08 أغسطس 2018
View
5
السياسة
محمد الفوزان

خلال فترة اجتياح التتار لبلاد المسلمين،رأى كثير من عموم التتار دين الإسلام عن قرب، وقرأوا عن أصوله وقواعده، وعلموا آدابه وفضائله، فأعجبوا به إعجابًا شديدًا، خصوصا أنهم -كعامة البشر- يعانون من فراغ ديني هائل. ثم شاء الله عز وجل أن يدخل الإيمان في قلب أحد زعماء القبيلة الذهبية (أحد الفروع الكبيرة في قبائل التتار)، هذا الزعيم هو ابن عم هولاكو، وهو أخو القائد التتري باتو، وتلقب هذا الزعيم باسم بركة، وكان إسلامه في سنة 650 هـ الموافق 1252م تقريبا، ثم تولى بركة زعامة القبيلة الذهبية سنة 652 هـ، وأصبح اسمه بركة خان. وكانت هذه القبيلة شبه مستقلة عن دولة التتار، وتحكم المنطقة التي تقع شمال بحر قزوين المعروفة ببلاد القبجاق،وهي تقع الآن في روسيا، وبإسلام هذا الزعيم دخلت أعداد كبيرة من قبيلته في الإسلام، وهذا أمر عجيب حقًّا؛ لأن دخول كل هؤلاء في الإسلام كان قبل عين جالوت، وكان التتار يتحكمون في رقاب المسلمين، وهي من المرات القليلة جدًّا في التاريخ التي يدخل فيها الغازي في دين من يغزو بلادهم. ثم جاءت موقعة عين جالوت العظيمة، وكان من آثارها أن تزايد عدد المسلمين في القبيلة الذهبية حتى أصبح كل أهلها تقريبًا من المسلمين، وتحالفوا مع الظاهر بيبرس ضد هولاكو. وجدير بالذكر أن بقايا القبيلة الذهبية ما زالت موجودة، ومكونة لبعض الإمارات الإسلامية مثل إمارة قازان، وإمارة القرم، وإمارة استراخان، وهذه الإمارات عبارة عن ولايات تحكم نفسها حكماً ذاتياً تتبع الاتحاد الروسي إلى يومنا هذا، ما أعظم الإسلام يحاصرونه فينتشر، يشوِّهونه فيزداد نصاعة، يذبحون أهله فيدخل آخرون به أفواجاً، يتَّحدون ضدّه فيزداد صلابة، يقللون منه فيتكاثر أكثر.
لقد تعرض الإسلام في الفترة القصيرة الماضية لضربات كالصواعق وذلك بمناهضة وتشويه علماء الأمة الأجلاء ورموزها الشرفاء وبث الفتن والأكاذيب ونشر الرذائل من كل نوع ولون ومن كل حدب وصوب،وكل ذلك حتى لا تقوم للإسلام قائمة، لكن هيهات، رحم الله.
الخطيب الإدريسي في إحدى خطبه: " إنّ الإسلام إذا حاربوه اشتدّ، وإذا تركوه امتدّ، والله بالمرصاد لمن يصدّ، وهو غنيّ عمّن يرتدّ، وبأسه عن المجرمين لا يُردّ، وإن كان العدوّ قد أعدّ فإنّ الله لا يعجزه أحد، فجدّد الإيمان جدّد، ووحّد الله وحّد، وسدّد الصّفوف سدّد ".
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}، مهما أرجف المرجفون، ومهما عاند المعاندون، ومهما بالغ في الكفر والطغيان الطغاة المجرمون، فإن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والمستقبل للإسلام رغم كل المعوقات، ورغم كل ما نراه من ضغوطات، وما نشاهده من حجب تحجب بشدة نور الحقيقة، وتقوم بكل ما أوتيت من قوة لإخفاء ظهور الحق، فلاتيأسوا.
آخر الأخبار