الثلاثاء 20 مايو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قصص في الحياة تعالج مشكلاتنا المحلية
play icon
الأخيرة   /   كل الآراء

قصص في الحياة تعالج مشكلاتنا المحلية

Time
الخميس 23 نوفمبر 2023
View
143
sulieman

مختصر مفيد

وقع الفيل الصغير في فخ الصيادين في أفريقيا، وتم نقله إلى حديقة الحيوان، وأطلق عليه اسم "نيلسون"، وهناك تم ربط إحدى قوائمه بسلسلة حديدية قوية، وفي نهايتها كرة كبيرة مصنوعة من الحديد الثقيل. شعر الفيل بالغضب من هذه المعاملة، وكان كلما حاول أن يتحرك، ويشد السلسلة الحديدية يشعر بألم شديد وبالتعب، فيغلبه النوم، وفي إحدى الليالي عندما كان الفيل نائماً غير العمال الكرة الحديدية الكبيرة بكرة صغيرة مصنوعة من الخشب، لكن الحيوان برمج نفسه على أنه ضعيف القوى، فاعتاد على الخضوع كالمنهزم، ولم يعرف الفيل قدراته الذاتية مع أنه قوي جدا. هناك أيضاً قصة النسر، فيُحكى أن نسرا كان يعيش في أحد الجبال، ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر، وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج.ظنت الدجاجات أن عليها أن تحمي وتعتني بهذه البيضة، إلى أن تفقس، وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، لكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وفي أحد الأيام، وفيما كان يلعب قرب الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، وتمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور، لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج فقد قلن له: "ما أنت سوى دجاجة، ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور"، وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس، ومات بعد أن عاش حياته مثل الدجاج. المغزى من القصتين هو ان هناك آلافا من الناس بيننا يبرمجون أنفسهم منذ الصغر على مشاعر سلبية، ما يجعلهم يعانون أمراضاً نفسية مثل الاكتئاب والقلق والتعاسة، واستمروا في حياتهم بالتصرفات نفسها تماماً مثل الفيل والنسر، بينما بإمكانهم تغيير حياتهم الى الأفضل بقوة الإرادة، فنجدهم يعانون مشكلات اجتماعية جمة سببها المشاعر السلبية. لكن هذا الوضع يمكن تغييره لنعيش بسعادة، فعلى المرء أن يبدأ بالخطوة الأولى، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولقد ضربنا أمثلة عن العزيمة القوية التي مارسها أشخاص فتغلبوا على مشكلاتهم، فرئيس الهند السابق أبو بكر زين العابدين أبوالكلام، نشأ من أسرة هندية فقيرة، لكنه بذل جهداً شاقاً لمواصلة تعليمه، فأصبح فيلسوفاً عالماً، ورئيساً لدولة كبرى مثل الهند.بل وحتى على المستوى الرياضي، فلما انهزمت ألمانيا في كرة القدم عام 2001 أمام فريق البرازيل، أصرت على التمرين المتواصل ثلاث عشرة سنة فتغلبت على البرازيل بهزيمة ساحقة بنتيجة 7 مقابل واحد في مباراة كأس العالم لكرة القدم لعام 2014. ومما قيل في التغلب على المصاعب: ان الإرادة القوية تحرك الجبال، وكنز الرجل هو كنزه من الأخطاء، والحياة سلسلة من الهزات النفسية تجعل بعض الناس من رجل الى سوبر رجل، أي ان الإنسان هو من يغير وضعه للأفضل بقوة الإرادة.هناك أبراهام لنكولن الذي دخل مجال التجارة فخسر، ثم دخل مجال السياسة لكنه فشل أيضاً، فعاد الى التجارة لكنه خسر، فعاد ثانية الى السياسة على أمل الفوز بمنصب نائب في البرلمان الأميركي، لكنه لم يفز، إلا انه فاز بعد ذلك برئاسة الولايات المتحدة! لا يجب ان نرضخ للفشل والخسارة والمشاعر السلبية، إننا عندما نواجه المشكلات سواء كأفراد أو حكومة نحتاج الى تغيير فكرنا حتى تتغير حياتنا بشكل أحسن، والصدمة قد تحرك في الإنسان التفكير الخلاق وروح الإبداع، فهي"أكبر مُعلم".لكن أكثر الناس لا يحاولون استخلاص الدروس من المصاعب والمحن إذ يعتبرونها تجارب مؤلمة فقط، بينما المحن والشدائد قد تدفعه إلى "التفكير بعمق" مما يترتب عليه تغيير شخصيته نحو الأفضل، إننا في بلدنا الكويت نحتاج إلى أن نبدأ من جديد، ونغير أوضاعنا بدرجة 180 نحو الأفضل.

[email protected]

أحمد الدواس

آخر الأخبار