الأخيرة
/
كل الآراء
قصص وعبر ...فمن يقرأ أو يستمع ؟!
الخميس 20 سبتمبر 2018
5
السياسة
احمد الدواسعاشت أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى من 1914 الى 1918 في حروب ومجاعة ، بينما صُنفت سورية كأغنى دولة عربية قبل الحرب العالمية الأولى ، والدولة التي امتلكت أكبر الصناعات ، وعاشت مرحلة ازدهار اقتصادي ، فهاهي صورة لمدينة دمشق على الطراز الأوروبي وبها سيارات فورد ذات اللون الأسود ، وصورة للتجار السوريين أمام محلاتهم في أحد الأسواق المشهورة آنذاك ، ولماحدث مايُسمى بمذابح الأرمن ،ساعد أهالي حلب الأرمن اللاجئين في سنة 1916 وقدموا لهم الطعام ، وكانت حلب تصدر لباس الجـوخ لإنكــلترا ، وهو أفخـم لباس في بريطانيا سنة 1918، وكانت صادرات حلب في اليوم سنة 1917 تعادل صادرات القاهرة في 30 يوما .أما مصر فأرسلت معونات عاجلة الى بلجيكا لإنقاذها من الفقر والمجاعة سنة 1918 ، فعندما تخلى الغرب عن مساعدة بلجيكا أنقذت مصر الشعب البلجيكي ، وهناك صورة شيك مصري باللغة الفرنسية مستحق الدفع في باريس يقول ": القاهرة في السابع من أغسطس 1918 ، إدفعوا لصالح بلجيكا مبلغ 165 ألف فرنك ، وفي سنة 1925 فازت القاهرة بجائزة أجمل مدن العالم ، لدرجة أنه عندما يتم تجميل لندن أو باريس كان الأوروبيون يفتخرون أنها مثل القاهرة ، وفي سنة 1946 دخل مهـاجرون يونانيون غير شرعيين مصر عن طريق الإسكندرية بحثا عن فرصة عمل وحياة أفضل من أوروبا فقبضت عليهم السلطات المصرية ، مع ان هناك يونانيين يعملون بمصر بطريقة قانونية ، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 طلبت أميركا مساعدات مالية من مصر ، وفي سنة 1947 زار الرئيس الأميركي الأسبق هيربرت هوفـر مصر يطلب المعونة لأوروبا التي اجتاحتها مجاعة بعد الحرب . كانت اليمن تقرض البنك الدولي بمبلغ 6 ملايين دولار سنويا ، كان كل ريـال يمني ونصف الريال يساوي دولارا أميركيا . وأرسلت السودان في سنة 1935 تبرعات الى المدينة المنورة لمساعدة السعودية بعد موجة الجفاف والجوع التي عاشتها سنة 1935 ، وكان شارع باب البحر في طرابلس بليبيا سنة 1915 من أجمل شوارع العالم . هذا مانشرته قناة أحداث وحقائق "EF " على الانترنت ، التي قالت : هذه الدول قامت على أكتافها الحضارة الإنسانية ، لكنها انتقلت من قائمة أعرق وأعظم دول العالم الى قائمة أتعس دول العالم على الإطلاق ، وتساءل المصدر المذكور عن السبب ، وقال : أترك الجواب لكم. من المعروف أنه في الحياة تتقلب أحوال المرء من جيد الى سيئ أو من سيئ الى وضع أفضل ، وهذه الحال معروفة في علم الاقتصاد وتُسمى " الدورة التجارية " متمثلة بأربع صفات " ركود ، انتعاش ، رواج ، انكماش " ، أي أن الضرر لن يستمر ضرراً الى الأبد ، والتحسن المعيشي لن يستمر كذلك ، ولنضرب أكثر من مثال ، ففي الستينات والسبعينات كان هناك رواج اقتصادي في الكويت ثم حدثت أزمة سوق المناخ ، ثم حدث الاحتلال العراقي ، وفي أميركا كان هناك الكساد الكبير في الثلاثينات مع بطالة كبيرة بين الأميركيين ، ولكن بدخول أميركا الحرب العالمية الثانية الى جانب الحلفاء ضد ألمانيا النازية حدث رواج وانتعاش في أميركا بعد انتهاء الحرب سنة 1945 حيث انتعشت صناعة السيارات وصناعة الأفلام ، وبعد تدمير اليابان في هذه الحرب رأينا الانتعاش في اليابان بعد ذلك ، وكانت ألمانيا قوية فاحتلت كثيراً من دول أوروبا لكنها هُزمت وقُسمت الى قسمين شرقي وغربي، ثم عاد اقتصادها قوياً بعد تحطيم جدار برلين في العام 1989، وكان الاتحاد السوفياتي قوياً لكنه تفكك في أوائل التسعينات الى جمهوريات مختلفة ، وكانت بريطانيا دولة عظمى احتلت دولاً كثيرة لكنها تراجعت وانكفأت على نفسها لدرجة ان سكان اسكتلندا أرادوا الاستقلال عنها فتأجل موضوع الاستقلال .طالما ان الأحوال تتقلب بطريقة الدورة التجارية ، فإني أخشى على بلادي الكويت ، لقد تردت الأخلاق وماتت ضمائر الكثيرين ، وبيعت الجنسية بالتزوير ، وضعفت هيبة القانون ، وضعف أداء الحكومة والبرلمان ، إن استمر حالنا على هذا الوضع فمن المتوقع ان نسقط في خطر عظيم ، علينا ان نتدارك الحال ، ونُنشىء على الفور جهازاً متخصصاً لإدارة الأزمات يضم خيرة أهل الكويت المخلصين من خبراء ومفكرين لإنقاذ البلد مما فيه من مشكلات داخلية ، ولصد الخطر الخارجي .