الدولية
قطر تدعو "طالبان" لضمان "ممر آمن" للراغبين بالخروج من أفغانستان
الأربعاء 01 سبتمبر 2021
5
السياسة
كابول، عواصم- وكالات: دعت قطر التي تستضيف قادة من "طالبان" وتلعب دوراً رئيسياً بتسهيل عمليات الإجلاء للدول الغربية من أفغانستان، الحركة لضمان "ممر آمن" للراغبين بالخروج من هذا البلد بعد الانسحاب الأميركي.وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، أمس، في مؤتمر صحافي في الدوحة: "نحث طالبان على مسألة حرية التنقل وأن يكون هناك ممر آمن لخروج ودخول الناس إذا رغبوا في ذلك".وتابع "نتمنى أن نرى أن هذه الالتزامات يتم الإيفاء بها في المستقبل القريب عندما يعود المطار إلى التشغيل مرة أخرى وأن تكون بطريقة سلسة وألا يكون هناك أي تحديات لأي أحد يريد الخروج من أفغانستان أو القدوم إليها".وذكر أن الدوحة تقيم حوارا مع "طالبان"، "بشكل مستمر لحثهم على أن يكون هناك ترشيد لسياساتهم وخطاباتهم تجاه المرأة وأن يتم التعامل معها وفق الحقوق المنوطة لها".وتلعب قطر دوراً رئيسياً في هذا الأمر كونها تحولت إلى ممر رئيسي لعشرات آلاف الأشخاص من كابول نحو دول أخرى بينها الولايات المتحدة، كما أن الإمارة الخليجية تستضيف قادة من "طالبان" وقد سهلت محادثات بين الحركة وواشنطن.من جانبها، أثنت وزيرة الخارجية الهولندية سيغريد كاغ على الدور القطري ومساهمته في حماية وأمن الهولنديين والأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان.وقالت كاغ: إنه من المهم ألا تعود أفغانستان "منصة للإرهاب الدولي"، مطالبة نقل سفارة بلادها من كابول إلى الدوحة حتى يتسنى إكمال العمل بأفضل طريقة على حد تعبيرها. وفي السياق، أكد مصدر من حركة "طالبان"، أن خبراء تقنيين من تركيا وقطر وصلوا إلى مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول.وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، لقطات تظهر هبوط طائرة من طراز "بوينغ سي-17" تحمل علامات شركة الخطوط الجوية القطرية في مطار حامد كرزاي الدولي، ويعتقد أنها أول طائرة تصل كابول منذ انسحاب القوات الأميركية من المطار.ويأتي ذلك على خلفية تقارير عن مشاورات جارية بين "طالبان" وقطر وتركيا بشأن إمكانية أن تتولى الدوحة وأنقرة تشغيل المطار.إلى ذلك، دعت حركة طالبان موظفي إدارة الطيران المدني لاستئناف العمل وتقييم الخسارة التي لحقت بمطار كابول في ظل التطورات الأخيرة في البلاد.وأشارت إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى الحاجة ل3 ملايين دولار، للقيام بأعمال الترميم والصيانة في المطار.من جانب أخر، قالت قناة 1TV التلفزيونية الأفغانية، نقلا عن المتحدث باسم قيادة طالبان أمير خان متكي، إن الحركة عينت حاكما لولاية بنجشير، وهي المنطقة الوحيدة التي لم تسيطر عليها حتى الآن.وأشارت القناة، إلى أن المتحدث باسم قيادة طالبان، دعا خلال ذلك، عناصر المقاومة في هذه الولاية الأفغانية، للانضمام إلى طالبان.وقال مصدر في حركة "طالبان" إنها لا يمكن أن تقبل شرطا طرحه قائد المقاومة المناهضة لـ "طالبان" في ولاية بنجشير بجعل الأخيرة "منطقة آمنة".واضاف المصدر: "مطالب أحمد مسعود غير مقبولة، منها قوله مثلا إن بنجشير يجب إعلانها منطقة آمنة وألا تدخل طالبان إليها".وفي وقت سابق من أمس نقلت قناة "طلوع نيوز" التلفزيونية الأفغانية عن القيادي في "طالبان"، أمير خان متقي، قوله في رسالة مسجلة بعث بها إلى سكان بنجشير الخاضعة لسيطرة "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" بقيادة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، القائد الراحل لـ "التحالف الشمالي"، إن "مفاوضات جرت لحل مشاكل بنجشير لكنها لم تفض إلى أي نتائج حتى الآن".وقالت قوات أحمد مسعود: إن حركة طالبان هاجمت بنجشير، لكن القوات المحلية صدّتها، ما أدى إلى مقتل العديد من عناصر طالبان، واعتقال 19 مسلحا آخرين.وتدفقت حشود تسعى للفرار من أفغانستان على حدود البلاد واصطفت طوابير طويلة أمام البنوك في كابول، بعدما أصاب الفراغ الإداري الناتج عن سيطرة حركة طالبان على البلاد المانحين الأجانب بالحيرة إزاء كيفية التصدي لأزمة إنسانية تلوح في الأفق.ودولياً، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن التواجد الأميركي في أفغانستان استمر 20 عاما دون تحقيق أي تقدم، والنتيجة هي المأساة والخسائر فقط.ومن جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، إيغور مورغولوف، أن موسكو تأمل بأن يؤدي الحوار الداخلي بأفغانستان إلى تخفيف حدة التوتر حول ولاية بنجشير، مشيرا إلى أهمية منع نشوب حرب أهلية هناك.إلى ذلك، أعرب البرلمان الأوروبي، أمس، عن خيبة أمله بسبب وضع قيود أمام الفارين من أفغانستان.وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل: إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ إجراءات تمكنه من الاستعداد بشكل أفضل لعمليات الإجلاء العسكرية لرعاياه في مواقف مثل ما حدث في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة.من جهتها، قالت المجر: إنها تتحفظ وسلوفينيا والنمسا على خطة احتضان الفارين من أفغانستان، معتبرة أن الهجرة تغير الهوية الثقافية لأوروبا وأن هناك خلافات داخل الاتحاد.