الدولية
قطر ترحب باحتضان محادثات ملف إيران النووي وتأمل إحياء الاتفاق
الثلاثاء 28 يونيو 2022
5
السياسة
الدوحة، طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: بعد توقف دام لأشهر، وتوتر ساد بسبب اشتراط رفع "الحرس الثوري" الإيراني من قوائم الإرهاب الأميركية، ما شكل عائقا أساسيا في عدم الوصول إلى اتفاق نهائي، استؤنفت المفاوضات النووية الإيرانية في قطر أمس، مقتصرة على طهران وواشنطن، اللتين تتفاوضان بواسطة مفوضية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.ورحبت قطر أمس، باستضافة جولة محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، برعاية منسق الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وذلك بالتزامن مع وصول مبعوثين من الجانبين إلى الدوحة، حيث أكدت الخارجية القطرية الاستعداد التام لتوفير الأجواء التي تساعد الأطراف كافة في إنجاح الحوار، معربة عن الأمل في أن تتوج جولة المحادثات غير المباشرة بنتائج إيجابية تسهم في إحياء الاتفاق النووي، "بما يدعم ويعزز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويفتح آفاقاً جديدة لتعاون وحوار إقليمي أوسع مع إيران".وصباح أمس، أعلنت السفارة الايرانية في قطر وصول كبير المفاوضين النوويين علي باقري كني إلى الدوحة، فيما نشرت صحيفة "طهران تايمز" المملوكة للدولة صورة لباقري كني في بهو أحد الفنادق القطرية، وبرفقته السفير الإيراني في الدوحة حميد رضا دهقاني، قائلة إن باقري في الدوحة لاستئناف المحادثات المرتبطة بالعودة إلى الاتفاق النووي.من جانبه، التقى المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي في الدوحة، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، وبحث معه الشراكة بين البلدين وتطورات ملف طهران النووي.وقالت السفارة الأميركية في الدوحة إن "مالي بحث مع الوزير القطري الشراكة القوية بين البلدين، والجهود الدبلوماسية المشتركة بشأن إيران"، موضحة أن طهران شددت على أن القضايا العالقة لإتمام الاتفاق النووي مرتبطة بالجانب الأميركي فقط، بينما المحادثات مع الجانب الأوروبي منتهية، بينما كانت شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلت عن مصادر أن مالي سيلتقي الوزير القطري، وأن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري سيلتقي مسؤولين قطريين.بدورها، أفادت تكهنات إعلامية عديدة بأن جولة المفاوضات الحالية لن تطول كثيرا، بسبب قلة الموضوعات العالقة التي سيتم مناقشتها، مشيرة إلى أن النتيجة ستكون إما الاتفاق أو لا اتفاق.على صعيد متصل، بحث وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن هاتفيا، مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا مستجدات محادثات الاتفاق النووي، حيث جرى التأكيد على أهمية الحوار الاقليمي مع ايران وتقريب وجهات النظر بين الأطراف.من جهته، نقل موقع "بوليتيكو" الأميركي عن مسؤول أميركي مطلع على ملف المفاوضات، إن "التوقعات منخفضة للغاية"، لأن إيران ترفض التعامل مباشرة مع الولايات المتحدة.وقال مسؤولان غربيان كبيران إن المحادثات في قطر من غير المرجح أن تستمر نحو يومين أو ثلاثة أيام، ورددوا صدى تشاؤم المسؤول الأميركي.وأشار أحدهم إلى أنه "حتى لو كان رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل نجح في تنشيط العملية، فإن الجوهر لم يتحرك كثيرًا منذ توقف محادثات فيينا".من ناحيته، شدد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على أن الموقف الأميركي تجاه الملف النووي الإيراني "واضح ومباشر"، قائلا للصحافيين في ألمانيا "إننا مصممون على ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي"، مضيفا "نعتقد أن العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي تصب في مصلحة الولايات المتحدة وشركائنا، وهناك اتفاق مطروح على الطاولة والأمر متروك لإيران لتقرر ما إذا كانت تريد قبوله أم لا".في المقابل، اعتبر مستشار الوفد الإيراني في المفاوضات محمد مرندي، أن "استئناف المفاوضات لا يعني أن الاتفاق بات قريبا ويتوقف على الإرادة الأميركية"، مشيرا إلى أن "واشنطن لم تتخذ بعد قرارا لازما للتوصل إلى اتفاق، والقضايا العالقة بالمفاوضات حقوقية وفنية تشمل رفع العقوبات وتقديم ضمانات".من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن إيران ستركز خلال الجولة على القضايا العالقة ذات الصلة برفع الحظر وليس الأبعاد النووية، قائلا "لن نتفاوض حول القضايا النووية التي تمت مناقشتها في فيينا، وإنما النقاط العالقة ذات الصلة بالغاء الحظر"، معتبرا استئناف المفاوضات "يأتي بعدما أظهرت إيران ردا جادا على التصرفات الأميركية غير العقلانية".