الأخيرة
قليل من التفكير!
السبت 17 ديسمبر 2022
5
السياسة
طلال السعيديدعون انهم معارضون ويعيشون في الخارج، وهم بالاساس هاربون من احكام صدرت عليهم، فتحولوا الى معارضين لهم رأيهم بمجريات الاحداث، وكأنهم يعيشون بيننا! المشكلة ان للبعض منهم فيديوهات مستمرة تتحدث عن الاوضاع الداخلية، وكأنه يعيش بيننا، والادهى والامر ان تلك الفيديوهات اصبحت مؤثرة في الوضع الداخلي، حتى في نتائج الانتخابات، فكل من هاجمهم من المرشحين لم يكتب لهم النجاح، فقد استطاع، وبجدارة، هذا المعارض (جوازا) ان يؤثر في توجهات الناخبين، ويفرض قناعاته، وبالتالي اثر سلبا او ايجابا في نتائج الانتخابات!ولا يزال حتى الان يؤثر في الرأي العام الكويتي، شئنا ام ابينا، بل يكاد يكون حاليا هو الموجه الاول للشارع الكويتي!المشكلة ليست في هذا وذاك، انما المشكلة الحقيقية فينا نحن، فلم يسأل احدنا نفسه: من اين يعيش هذا او ذاك في الغربة، ومن اين يصرف، ويأكل ويشرب، ويسجل الفيديو تلو الفيديو، مع العلم انه يعيش في اغلى بلد في العالم؟نحن نقدر ونحترم الرأي الاخر، ونقدر كذلك كل مواطن مخلص قلبه على بلده، ويعارض وينتقد من اجل الافضل للوطن والمواطن، ويضع يده على موطن الداء، ويصف الدواء، فنحن بامس الحاجة الى مثل هذا المخلص، فقد روي عن امير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وارضاه، انه قال: "رحم الله امرأً اهدى اليَ عيوبي"، لكن يجب علينا قبل كل شيء ان نتأكد من صدق واخلاص هذا الناصح، ونفكر قليلا كيف لشخص لاجئ في اغلى بلدٍ في العالم ان يعيش بهذا المستوى؟ علة العلل فينا حين نلغي عقولنا، ولا نتعب تفكيرنا، ونلهث وراء الاثارة، ونصدق من دون تمعن، ولا حتى تفكير!في كل قضية تثار علينا ان نبحث عن المستفيد الذي يزود هذا او ذاك بالاوراق والمستندات المطلوبة للاثارة، وقد يكون بعضها صحيحا، لكنهم يتعمدون خلط السم بالعسل لتحقيق هدف معين بعيدا كل البعد عن المصلحة العامة، بل يحقق هدفا لصالح شخص او مجموعة، وهذا الذي يهرف بما لا يعرف ينفذ التعليمات، طالما هناك من يدفع ويتحمل متطلبات الغربة.لكي نكون منصفين لا بد من الاشارة الى ان اكثر المواضيع التي تثار لاتخلو من الصحة، حتى وان خلط السم بالعسل، وبعضها مدعم بمستندات واوراق تثبت ما هو صحيح فيها، من دون شك، الا ان الخلل الحقيقي بنا نحن الذين نصدق ونتفاعل، ونبني قناعاتنا على مصادر تحيطها الشبهات من كل جانب، فهل سأل احدنا نفسه: من اين يعيش هؤلاء؟ المسألة تحتاج قليلا من التفكير... زين.