قمة الملك سلمان - بوتين: استقرار الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب

الرياض - وكالات: فتحت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، أمس، صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، عززتها 20 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم بنحو ثلاثة مليارات دولار، وتطابق تام في وجهات النظر إزاء قضايا ومشكلات المنطقة والعالم. (راجع ص13)
وبينما وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، زيارة الرئيس بوتين، بأنها فرصة كبيرة لتوطيد أواصر الصداقة بين البلدين، معربا عن تطلع بلاده "للعمل مع روسيا دوما لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب"، أكد الرئيس الروسي أن التنسيق بين البلدين مهم لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال: إن "السعودية تلعب دوراً محورياً في مجموعة العشرين"، مشيراً الى أن "روسيا تولي اهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات الثنائية معها"، وأن التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بمعدل 15 في المئة العام الماضي.
من جانبه، اكد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ان تعاون المملكة وروسيا في مجال الطاقة سيحقق الاستقرار.
واضاف خلال لقائه بوتين ان السعودية تتفق مع روسيا على ضرورة التزام الدول بميثاق الامم المتحدة، مثمناً دعم روسيا لوحدة اليمن وضرورة الوصول الى حل سياسي.
وعقدت جلسة محادثات رسمية ناقشت العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى الملفات الإقليمية، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إضافة إلى تبادل الآراء بشأن تطورات الوضع في الشرق الاوسط.
وشارك بوتين في أول جلسة لمجلس التعاون الاقتصادي الروسي- السعودي، إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما تم توقيع اتفاقيات عدة بين الحكومتين السعودية والروسية.
الى ذلك، أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، عن توقيع 20 اتفاقية لتطوير العديد من المجالات، مؤكدا خلال حفل توقيع الاتفاقيات بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس بوتين، أن البترول سيبقى في المستقبل المنظور عنصرا جوهريا في تنمية اقتصاد العالم.
بدوره، أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن "شركة جازبروم الروسية مهتمة بالتعاون مع الشركات السعودية في مجال الغاز الطبيعي"، مضيفا أن البلدين يدرسان إقامة مؤسسة مشتركة للتعاون في مجال الطاقة.
من جهته، كشف الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديميتريف، عن أن الصندوق وقع 20 اتفاقية مع عدد من الشركات السعودية، بقيمة صفقات تتجاوز 3 مليارات دولار.
وكانت الرياض استقبلت بوتين بالخيول العربية والمراسم الأصيلة النابعة من تقاليد وعادات وأعراف المجتمع، حيث تقدمت سيارة الرئيس الليموزين التي تحمل علامة "أوروس"، والتي ظهرت للعيان للمرة الأولى في مايو 2018، وظهرت أمس في قصر اليمامة، محاطة بالخيول العربية الضامرة، وأطلقت المدفعية طلقات ترحيبية.
وامتدت مظاهر الحفاوة بضيف المملكة الكبير، لتشمل عروضاً فنية تبرز قيمة الثقافة الروسية، تحت مسمى "ثقافات من روسيا" في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، وانطلقت مساء أمس، بحفل تضمن أمسية موسيقية لأوركسترا تشايكوفسكي الروسية.