الدولية
قمة بغداد للتعاون والشراكة: ما يجمع الشعوب أكثر مما يفرقها
السبت 28 أغسطس 2021
5
السياسة
* السيسي: مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي... وعبدالله الثاني: دعم العراق أولوية للجميع * تميم: العراق مؤهل لدور فاعل في أمن وسلام المنطقة... وبن فرحان: الحوار نهجنا في أي خلافاتبغداد، عواصم - وكالات: جدد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي أمس، رفض بلاده أن تكون منطلقا لأي تهديد من أي جهة، مشيرا إلى أن القضاء التام على الإرهاب يتطلب مواجهة الظروف والبيئة الحاضنة له، كما شدد على أهمية عودة العراق لمكانته الطبيعية.وقال الكاظمي لدى افتتاحه مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، أنه لا عودة للماضي أو المسارات غير الديمقراطية أو الحروب العبثية، وأن "ما يجمع شعوبنا أكثر مما يفرقها".من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "مؤتمر بغداد يكتسب طابعا خاصا من أجل بناء الشراكات، ونحن هنا من أجل العراق وأمنه واستقراره"، منوها بأن العراق عانى الكثير من الحروب والويلات وأن بلاده ملتزمة بتقديم الدعم للعراق وقواته المسلحة لمكافحة الإرهاب وبعدد من المشاريع في البنى التحتية العراقية، معتبرا أن نجاح الانتخابات المقبلة في العراق في مصلحة الجميع.وقال ماكرون، إن الإرهاب ما زال موجودا في العراق وسورية وباقون لمكافحته ومصممون على المضي قدما في محاربته، مذكرا بأن العديد من دول المنطقة عانت كثيرا من أزمة اللجوء من سورية، والمنطقة بحاجة لتنسيق جهودها، وأن يتحدث الجميع معا.بدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن المؤتمر يمثل فرصة جيدة لتعزيز الحوار الإقليمي والدولي، كونه يتبنى سياسة الانفتاح المبنية على القواسم المشتركة، مشددا على أن الدور الذي يقوم به العراق يهدف إلى زيادة التعاون الإقليمي والدولي، بما يناسب الجميع.ولفت إلى أن العراق ومنذ سنوات كثيرة يعمل على تعزيز سيادة القانون ووحدة أراضيه ودعم شعبه في مسيرته نحو التفدم ومواصلة الإنجاز، مؤكدا أن العراق واجه الإرهاب نيابة عن المنطقة بأكملها، موجها الشكر على جهود أبنائه لتحقيق الاستقرار.وأشار إلى أن دعم العراق له أولوية للأردن، موضحا أن أمن واستقرار العراق جزء من الأمن القومي للأردن والمنطقة، ومشددا على أهمية المؤتمر لما يحمله من آلية تعزز سبل التعاون لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة.من جهته، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: "نريد تدشين مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، وإنه لدى العراق العزيمة التي تشجعنا على التكاتف معا"، منوها بالكثير من الإنجازات التي تم تحقيقها في العراق، وبأن الجيش العراقي تمكن من إلحاق الهزيمة بالإرهاب، ومعربا عن ثقته في الدولة العراقية في الوفاء بالاستحقاق الانتخابي المقبل، مؤكدا أن مصر تدعم العراق لاستعادة مكانه التاريخي وموقعه في العالم العربي.ووجه رسالة للشعب العراقي، قائلا إن العراق يستحق المكانة العظيمة والسلام والاستقرار، موضحا أن "الشعب الذي يملك تلك الحضارة العريقة، والتاريخ الثري، يملك مستقبلا واعدا بفضل أبنائه وسواعده".أما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، فشدد على أهمية "وحدة العراق ووحدة السلاح"، باعتبارها "من أهم مؤهلات العراق لترسيخ الأمن في المنطقة"، مؤكدا على أن أمن العراق واستقراره هو أمن للمنطقة والسلام والتنمية. وأضاف "أن الإرهاب حال دون استثمار مقدرات العراق الحقيقية، ونحن ندعو المجتمع الدولي لدعم العراق في تحقيق الأمن والاستقرار، وتحقيق النهضة الشاملة"، متابعا أن "دولة قطر تدعو المجتمع الدولي إلى دعم العراق" من ناحيته، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، دعم المملكة للعراق، مشيرا إلى أن "القيادة في السعودية لا تدخر جهدا في دعم العراق على الأصعدة كافة"، قائلا: إن "الاجتماع يتزامن مع تحديات تتطلب منا رفع مستوى التنسيق".وجدد التزام المملكة بدعم واستقرار وتنمية العراق، ودعم حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بما يضمن استقرار العراق، لافتا إلى أن السعودية تواصل التنسيق مع العراق لمواجهة خطر التطرف، ومثمنا دور الحكومة العراقية في ضبط السلاح المنفلت بيد الميليشيات، ومؤكدا أن "الحوار هو نهج المملكة في التعاطي مع أي خلافات دولية أو إقليمية".وتتابعت كلمات المشاركين في المؤتمر، حيث قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن تحقيق دولة ما لأمنها ومصالحها لا ينبغي أن يكون على حساب الدول الأخرى، مؤكدا انه "لا يختلف أحد أن العراق لا ينبغي أن يكون ساحة للصراعات"، ومشدّدا على أنه "آن الأوان أن تُمحى الطائفية من دول المنطقة ويسود السلام والاستقرار".كما شدّد أبو الغيط على أن "العراق يسعى إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة، وجامعة الدول العربية تدعم هذا الجهد وتريد أن يكون العراق جسرا للتواصل". من جانبه، أعلن أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، الإعداد لعقد مؤتمر تحت عنوان "مؤتمر الإعمار والاستثمار الخليجي – العراقي" في الفترة المقبلة، قائلا إن "المجلس يدعم العراق ويتطلع لتعزيز علاقته الستراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي"، ومشددا على "ضرورة متابعة مخرجات مؤتمر الكويت التي نصت على دعم العراق اقتصاديا"، لافتا إلى أن "علاقة مجلس التعاون الخليجي مع العراق تأتي ضمن ثوابت".بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن استقرار العراق أمر حيوي، وإن دول الجوار لن تنعم بالاستقرار إذا لم يكن العراق مستقرا، مضيفا أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم للحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب.وقال إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اتخذ خطوات لتحقيق مطالب المتظاهرين، معبرا عن التأييد لنهجه في احتضان جميع الفئات، ومشددا على أنه لا مكان للإرهاب في مستقبل العراق والمنطقة.وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان دعم بلاده لأمن واستقلال ووحدة العراق، قائلا: "سارعنا لمد يد العون للعراق على مسار مكافحة الإرهاب ولم ندخر جهدا في هذا السبيل"، معتبرا "نشوء داعش كان من أهم المخاطر التي تعرضت لها المنطقة والعراق تضرر كثيرا"، مضيفا أن "طهران تؤكد دوما على تحقيق السلام عبر الحوار والتباحث، وما نحتاجه هو الوصول للأمن الإقليمي المستدام".