الرياض، عواصم - وكالات: يصل سلطان عمان هيثم بن طارق إلى مدينة نيوم شمال غرب السعودية الأحد المقبل، في زيارة رسمية للمملكة، تعد الأولى له خارج بلاده منذ تقلده منصبه في يناير من العام الماضي، خلفا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد.وقالت مصادر خليجية في الرياض، إن وفدا رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء سيرافق السلطان هيثم في زيارته التي تدوم يوما واحدا، ويستقبله خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.وأضافت المصادر أن المحادثات السعودية العمانية، ستركز على تطورات الوضع على الساحة اليمنية، في إطار استمرار الحراك الديبلوماسي المكثف من قبل سلطنة عُمان لحلحلة الأزمة اليمنية، وفق توافقات إقليمية ودولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ العام 2014 وإجراء حوار مباشر بين الأطراف المتقاتلة، وكذلك دعم وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، ونتائج مفاوضات الملف النووي الإيراني، إلى جانب دفع مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات بما في ذلك سبل دعم الاقتصاد العماني.وقالت المصادر إن "القرار الحوثي مرتبط بالكامل بما تقرره إيران، الأمر الذي يدفع مسقط إلى محاولة إقناع القادة في طهران، بالضغط على الحوثيين والقبول بتنفيذ المبادرات والقرارات الأممية والإقليمية الخاصة بإنهاء الحرب، والمشاركة في تشكيل حكومة وحدة وطنية".وعلى صعيد التعاون الثنائي، صرح السفير العماني لدى الرياض فيصل بن تركي بأنه "من المتوقع أن نشهد في القريب العاجل توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بين البلدين، ونتطلع إلى أن يكون القطاع الخاص في البلدين مكونا رئيسيا فيها".
وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل خلال الربع الأول من العام الجاري إلى نحو 2.152 مليار ريال سعودي، بزيادةٍ بنسبة 6.2 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، متوقعا أن يتم قريبا افتتاح أول طريق بطول 800 كيلومتر، يربط بين السعودية وسلطنة عمان، بعد اكتمال إنشاء المرافق اللازمة لتقديم الخدمات لمستخدميه.في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أن المحادثات التي جرت مع الجانب السعودي حتى الآن "تناولت القضايا بين البلدين بحسن نية وحققت بعض التقدم"، مشددا على أن إيران ستواصل المفاوضات "حتى تضييق نقاط الخلاف إلى أقل ما يمكن".وقال إن "الحوار مع السعودية بدأ انطلاقا من إيمان إيران الراسخ، بأولوية دول الجوار وضرورة التعايش السلمي لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة"، مضيفا "ندرك التعقيدات التي تحيط بعض أسباب الخلاف، الأمر الذي يتطلب الوقت الكافي لحلها".على صعيد آخر، وقع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عبر الاتصال المرئي، مع نظيره الفيتنامي بوي ثانه شون، مذكرة تفاهم في شأن المشاورات السياسية بين البلدين تتعلق بتعزيز التعاون والصداقة القائمة.وأكد وزير الخارجية السعودي حرص حكومتي البلدين لبذل المزيد من الجهود لتقوية وتعزيز العلاقات الثنائية، للوصول بها إلى آفاق أرحب، مهنئا بترشح فيتنام لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة للمرة الثانية، وترشيحها لرئاسة مجلس الأمن في أبريل الماضي.