الخميس 03 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

قنوات التواصل وتأثيرها على القرار

Time
الثلاثاء 20 يونيو 2023
View
4
السياسة
حمد سالم المري

للرأي العام تأثيره على متخذي القرار، وتعتبر وسائل الإعلام المختلفة محركا لهذا الرأي.
ومن المعروف أن هذه الوسائل ملك لأشخاص، يستخدمونها لتحقيق مصالحهم الشخصية، سواء أكانت تجارية، أو سياسية، فأصبحت هي من تقود الرأي العام، وليس عاكسة له.
ومن الوسائل الجديدة في قيادة الرأي العام، قنوات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تحرك الرأي العام بسهولة ويسر، بسبب تنوع الفئات التي تستخدمها، فلا تجد شخصا كبيرا أو صغيرا، ذكرا أو انثى، غنيا أو فقيرا، جاهلا أو مثقفا، إلا ويستخدم إحدى هذه القنوات، مما يجعله عرضة لتأثيرها، وليس فقط كما يظن هؤلاء أنها وسائل للتعبير عن آرائهم.
وخطورة هذه القنوات أنها تحتوي على حسابات مؤثرة لا أحد يعلم من يديرها، تتعمد نشر الإشاعات، أو الهجوم على شخصيات عامة للنيل من سمعتها، فتخلق رأيا عاما ضد هذه الشخصيات، أو تخلق رأيا عاما ضد أو مؤيدا لحدث سياسي أو اقتصادي، وليس من الضرورة بأنه صحيح.
فقنوات التواصل الاجتماعي ينطبق عليها قول الله تعالى في سورة الأنعام الآية 116 "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ".
لكن للأسف مع ذلك يراها الكثير من أبناء المجتمع أنها محل ثقة، وأن كل ما ينشر فيها صحيح، ولم يقتصر الأمر عند ذلك، بل أصبحت هذه الوسائل مؤثرة على متخذي القرار.
كم قرارا اتخذ وبسبب قنوات التواصل الاجتماعي تم إلغاؤه؟ وكم قرارا اتخذ بسبب ما ينشر في هذه القنوات؟
وهذا يعتبر ضعفا في متخذي القرار، لأن قنوات التواصل الاجتماعي لا تعتبر العاكس الحقيقي للرأي العام.
من المعروف أن الراي العام دائما مختطف من القلة الصائحة، ذات الصوت العالي، والأكثرية دائما صامتة، ومسالمة، وهذه القلة ذات الصوت العالي تأثرت بحسابات تدار من قبل جهات مجهولة، وهذا ما نشاهده في قنوات التواصل الاجتماعي، من صراعات سياسية بين سياسيين وشيوخ، وأعضاء ووزراء، ومحاولة التأثير على الرأي العام لتأييد مرشح لمنصب نائب رئيس مجلس الأمة، ضد منافسه، حتى وصل الأمر إلى استخدام بعض حسابات قنوات التواصل الاجتماعي ألفاظ غير لائقة ضد المنافس، محاولة تشويه سمعته وصورته.
استمرار تأثر الحكومة، والمجلس بما يبث في قنوات التواصل الاجتماعي، يعني استمرار الصراعات السياسية، وعدم الاستقرار، وتعطل مصالح البلاد، فحكومة ومجلس يتأثران بما يبث في قنوات التواصل الاجتماعي من دون تعقل وتفكر لا يستحقان إدارة البلد.

al_sahafi1@
آخر الأخبار