قوارب البحر تنافس مركبات البر على المواقف والساحات

مواطنون يعلنونها صراحة عبر "السياسة": الظاهرة شذوذ… و"للصبر حدود"

• 120 ألف قارب مقابل 5 آلاف مرسى … والحالة لم تعد تطاق
• بوحسين: مشهد القوارب "الصافتة" أمام البيوت وفي الشوارع العامة يثير الاشمئزاز
• المطيري: ركنها على الأرصفة الجانبية خطر محدق ينذر بعواقب وخيمة

ناجح بلال

فيما تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار القوارب البحرية في الساحات والشوارع وعلى الأرصفة، وبين البيوت في السكن الخاص، تداعى عدد من المواطنين وأيدوا في لقاءات متفرقة من "السياسة" اقتراح عضو المجلس البلدي فهد العبد الجادر بإنشاء مراس للقوارب متعددة الطوابق للحفاظ على المنظر الجمالي لمناطق السكن الخاص، بعد أن تفشت ظاهرة القوارب البحرية بعيداً عن مكانها الطبيعي قرب البحر.. فهي زوارق وقوارب بحرية، وليست مركبات برية، والسبب قلة المواقف البحرية من جهة، وارتفاع قيمة إيجارها من جهة أخرى، بحيث يضطر المواطن مرغماً على سحب قواربه بعيداً عن مكانها الطبيعي بانتظار وضع حل لهذه المشكلة التي باتت تهدد المارة الأطفال فضلا عن الكبار، وتضع الجميع ضمن دائرة الخطر، لأن انتشار المراكب في غير مكانها، إضافة إلى كون ذلك ظاهرة غير حضارية، مصدر للأضرار البيئية والمرورية.
وإزاء ذلك؛ أكد عدد من ملاك القوارب لـ"السياسة": أنهم غير راضين عن وضع قواربهم أمام الساحات الترابية، فهم مرغمون على ذلك لعدم توفر المراسي بشكل كاف، لكن هذا العذر لم يقنع ولم يعجب كثيراً من السكان الذين طالبوا من جانبهم بضرورة رصد تلك القوارب التي توضع أمام بيوتهم والساحات الترابية وغيرها من الأماكن التي لم تنصَّب لتكون مرآباً للمراكب البحرية.. فما هو الحل مع ارتفاع عدد القوارب في الكويت لأكثر من 120 الفا، فيما لا تستوعب مواقف القوارب أكثر من 5000 قارب في جميع شواطئ البلاد كما علمت "السياسة" من مصدر خاص، واليكم التفاصيل:
بداية التقينا المواطن بوحسين الذي أعرب عن امتعاضه لانتشار القوارب و"صفتها" أمام بعض البيوت في مناطق السكن الخاص قائلا: هذه الظاهره شاذة وتثير الاشمئزاز، خاصة وأن بعض القوارب المهملة باتت مقرا ومصدراً للزواحف والحشرات المؤذية، بلا حسيب أو رقيب، ولسان حاله يقول: "للصبر حدود".
وبحدة بالغة يؤيد المواطن عبدالرحمن المطيري الكلام السابق، مبينا أن هناك قوارب يتم "صفطها" في الشوارع الجانبية دون أي مراعاة لحقوق الناس الآخرين، ودون اهتمام، وركنها فترة طويلة، كأنه احتلال لحقوق الغير، واعتداء على الأماكن العامة.
وقال إن طريقة "رأب" تلك المراكب في كثير من الأحيان تكون عشوائية، ودون احتراس ما قد يؤدي لعواقب وخيمة، وحوادث مفاجئة، لافتا إلى أن بعضها يركن أمام أبواب المدارس في مناطق السكن الخاص، ولا يخفى ضرر ذلك وخطره على الطلبة، فضلا عن تشويه المنظر حال وجودها بصورة غير طبيعية ودائمة أمام البيوت.
ومن جانبه؛ أقر المواطن صلاح العذبي بأنه يضع قاربه في ساحة ترابية مواجهة لبيته مضطراً، وليس عن رغبة بذلك، نظرا لارتفاع تكلفة وضع القوارب في المراسي البحرية، هذا إن وجدت، رافضا أي حملات تقوم بها البلدية لمخالفة أصحاب القوارب المتواجدة أمام البيوت والساحات الترابية والمدارس قبل توفير البدائل.
لكنه في المقابل أعلن عن ترحيبه باقتراح عضو المجلس البلدي فهد العبد الجادر بتوفير مراس للقوارب في مختلف المناطق شريطة أن تكون بأسعار رمزية.. وبذلك تنحل المشكلة.
ومن ناحيته، يرى المواطن ناصر الحساوي أنه لا بد من موقف حاسم، معتبرا أن انتشار القوارب في مناطق السكن الخاص ظاهرة غير حضارية على الإطلاق، بل غير طبيعية، وتستلزم موافقة المجلس البلدي على أي اقتراح يتعلق بإنشاء مواقف للقوارب خاصة من أجل القضاء على المناظر غير الحضارية للقوارب أمام البيوت.
ومن جانبه، طالب المواطن خليل العبدالله بضرورة تكثيف حملات البلدية لمخالفة القوارب التي تقف في الممنوع بمناطق السكن الخاص، مؤكدا أن منظرها يثير الدهشة والاستغراب، فضلا عن أن الروائح الكريهة تنتشر من بعضها، لافتا انتشار وجود قوارب سكراب منتشرة في بعض الساحات الترابية ولفترات طويلة.

60 ألف ترخيص فقط والعدد مضاعف

أكد مصدر في البلدية فضل عدم ذكر اسمه أن عدد القوارب في الكويت يصل لأكثر من 120 الفا، منهم 60 الفا مرخصا، مبيناً أن المراسي البحرية والمسنات لاتستوعب سوى 5000 قارب، وهذا ما يؤدي حتما لزيادة تكلفة المواقف على الشواطئ أو المراسي.
وقال إن من شروط الحصول على تراخيص القوارب ألا يقل عمر المتقدم عن 18 سنة، مع ضرورة خضوع القارب لاشتراطات الأمن والسلامة، ومن جملة الشروط والضوابط حظر اقتراب القارب او التوقف على الشاطئ في مناطق السباحة العامة والشاليهات والأماكن المحظورة في البحر بمسافة لاتقل عن 300 متر.