الأولى
قوة "كوماندوس" إسرائيلية دخلت من سورية ونفّذت اعتداء الضاحية
الأربعاء 28 أغسطس 2019
5
السياسة
بيروت، لندن- "السياسة":يبدو أن مخزن أسرار التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني لم ولن ينضب، حيث تتكشف في كل لحظة تفاصيل مثيرة في الملف الذي أصبح يخطف الأنفاس. وفي جديد الملف، نقلت "اندبندنت عربية" الصادرة في لندن عن مصدر أمني أن "قوة كوماندوس إسرائيلية خاصة دخلت الأراضي اللبنانية من سورية، وتمركزت في مكان قرب العاصمة بيروت. وكانت مهمة هذه القوة تدمير منشأة حيوية وسرية تابعة لحزب الله، استلمها الحزب قبل فترة ليست طويلة من إيران، وهي تتعلق كما يبدو بتصنيع مركبات خاصة لجعل الصواريخ أكثر دقة".وقال المصدر: إن "القوة أدخلت معها المسيّرتين الصغيرتين وزودتهما بالمتفجرات، وجرى تشغيلهما من الداخل اللبناني من منطقة قريبة هوائياً من الضاحية الجنوبية لبيروت". واستغلت الوحدة التشويش الإسرائيلي المكثف لوسائل التعقب والرادار، وأطلقت الطائرتين بهوية محلية وسيّرتهما باتجاه الهدف المحدد مسبقاً في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال المصدر: إن الطائرة الأولى أُسقطت على ما يبدو عمداً، لصرف الأنظار عن الثانية التي دمرت الهدف تماماً وأدت إلى تعطيله بالكامل على حد قوله.وأضاف أن القوة الإسرائيلية مكثت في الأراضي اللبنانية أياماً عدة قبل العملية، وبعدها خرجت من لبنان عبر الأراضي السورية.إلى ذلك، وفي تطور خطير للتصعيد المتواصل، أطلق الجيش اللبناني النار أمس، على طائرتين إسرائيليتين مسيرتين فوق بلدة العديسة الجنوبية، بعد رصدهما بالعين المجردة، في الاجواء اللبنانية.وقالت مصادر: إن "الجيش استهدف الطائرتين بنيران خفيفة دون استخدام المدفعية الثقيلة، وتمكنتا من الهرب، والعودة الى داخل الاراضي المحتلة".وأوضحت وسائل إعلام لبنانية، استنادا إلى مصادرها، أن عملية إطلاق النار على "الدرون"، جاءت "على خلفية قرار سابق للجيش اللبناني باستهداف الطائرات المسيرة فور رؤيتها بالعين المجردة، نظرا لأنه لا يمتلك رادارات ترصد هذه الطائرات".من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حسب ما نقلته وكالة "رويترز": إنه يتأكد من صحة المعلومات، ويدرس التقارير المتصلة بالواقعة. في غضون ذلك، أكدت معلومات أمنية "أن التحقيقات التي يُجريها حزب الله، بشأن الطائرتين المسيّرتين التي استهدفت الضاحية الجنوبية، تتمحور حول وجود خرق أمني داخل صفوفه من قبل عميل يعمل لحساب إسرائيل ويزوّدها بالمعلومات"، مشيرة الى أن "مركز العمليات التكنولوجية لإعداد الطائرات المسيّرة لا يعلم بوجوده إلا عدد قليل من عناصره، وهو ما يؤكد وجود خرق أمني داخلي".وأشارت المعلومات إلى "أن الغارة التي نفّذتها إسرائيل في بلدة عقربا السورية الواقعة في نواحي دمشق قبل ساعات من عملية الضاحية الجنوبية وأسفرت عن مقتل اثنين من حزب الله هما ياسر ضاهر وحسن زبيب وثالث من إيران، مرتبطة بعملية الضاحية الجنوبية، إذ إن زبيب وضاهر كانا من ضمن فريق عمل وحدة العمليات التكنولوجية التي استهدفتها الطائرتان المسيّرتان".وأوضحت المعلومات "أن الطائرتين المسيّرتين تم التحكم بهما من مسافة ليست بعيدة، وأن المكان الذي انطلقتا منه لا يبعد كثيراً عن حي معوّض الذي وقع فيه التفجير، لاسيما أن العبوة التي كانت تحملها الطائرة الأولى تزن 5.5 كلغ من المواد المتفجّرة، وهذه الكمية لا تستطيع أن تقطع معها سوى مسافة قصيرة تبقى بحدود 4 كلم".وكان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، واصل مراوغاته، متطرقا خلال لقاء علمائي مع قرّاء عزاء لمناسبة قرب حلول ذكرى عاشوراء، إلى موضوع الطائرات المسيّرة، وقال: "بحوزتنا (مسيّرات) مثل التي ارسلوها إلينا، وقد نرسل لهم مثلها، ثم يستهدفونها بصاروخ ثمنه عشرات بل مئات آلاف الدولارات، عندها نخسر نحن بضعة آلاف الدولارات فيما هم سيخسرون الكثير".