قولوا:" ما نبيكم"!

طلال السعيد

شركة مياه وطنية أعلنت حاجتها لموظفين كويتيين كخطوة باتجاه التكويت الذي أصبح مطلبا شعبيا، وأعلنت عن وظائفها الشاغرة، لكنها نسيت جملة مهمة جدا كان يفترض أن تضيفها الى الاعلان، ولو أنها أضافت نحن نعلن لذر الرماد بالعيون، لكننا "مانبيكم" نبي الوافدين لأن هذا هو الصحيح، فمن هو الكويتي الذي سيتقدم لهم وهو يحمل شروطهم، ولو لم يعلنوا لكان أفضل، وإلا هل يعقل أن تطلب الشركة" بياع ماي" جامعي مجموعه يفوق 90 في المئة، ولديه خبرة ثلاث سنوات؟
هم يعلنون لتظهر النتيجة انه لم يتقدم أحد، فيعينون الوافدين، فمن يريد التكويت عليه أن يتبنى ويحتضن الشباب الكويتي، ويفسح لهم في المجال فيكسبون عندهم الخبرة، ويستفيد منهم في الحاضر والمستقبل، أما بناء على إعلانهم فلن يجدوا من يتقدم، وهذا يذكرني بتلك الجمعية سيئة الذكر التي أعلنت عن حاجتها لكويتي جامعي ليتسلم فرع الغاز، وكأن الوافد الذي كان يشغل تلك الوظيفة خريج "هارفرد"! مثل تلك الجمعية شركة المياه ايضا لن تقبل بالكويتيين ما لم يفرضوا عليها فرضا، فهم يبحثون عن الارخص، ويخافون من الكويتي الذي يختلط بالناس ويتحدث عن كل ما يواجهه!
المشكلة ليست فيهم، بل فينا نحن الذين صدقنا أن هناك تكويتا واعتمادا على العنصر الوطني في كل صغيرة وكبيرة، مع الاسف الشديد، فلا طبنا ولا غدى الشر، ولو انهم قالوا لنا "ما نبيكم" لكان أفضل بكثير من الاعلان غير القابل للتنفيذ، وياليت الجهات المختصة سألتهم عن الاعداد التي تقدمت لهم لكشفت اللعبة، وعرفت الحقيقة، ويقولون الكويتي لا يعمل، وهذه الكذبة الكبيرة، أما يبيع غاز جامعي، والا يبيع ماي جامعي، والا الكويتي مايشتغل...زين.

[email protected]