قوي الشخصية لا يتربّص به أعداؤه

شرار القوم، وهم الأوغاد وسفلة الناس في أي مجتمع، لا يتربّصون بقوي الشخصية ليُلحقوا به الشر، وذلك لإدراكهم استحالة تحقيق هذا الأمر، اذ توجد لديه سمات معينة تدفع عنه شرّ الأشرار، وتحميه من اعتداءاتهم لأنها تكشف له مبكّرًا مؤامراتهم، وتحايلهم، واستغلالهم، ودسائسهم ضدّه، ونذكر منها ما يلي:

• الوعي الذّاتي: وهي مهارة يكتسبها قوي الشخصية تجعله مدركًا للجوانب المختلفة لشخصيته، لا سيما نقاط ضعفها وقوتها، وما هي مشاعره، وانطباعاته، وردود فعله الاعتيادية تجاه ما يتعرّض له في حياته من مواقف وتحديّات.
  وتشمل كذلك وعيه الظرفي، وقدرته على التمييز بين ما هو حقّ وبين ما هو باطل، وما هو خطأ وصواب في تعامل الآخرين معه.
  -تأكيد الذّات: يشير الى قدرة الفرد على التعبير المناسب عن مشاعره وأفكاره، وقدرته كذلك على معرفة حقوقه الشخصية أمام الاخرين، وتأكيدها، لا سيما شرار الناس.
  وقدرته على اتخاذ القرار وفقًا لأولوياته وأهدافه المحددة، وإدراكه أنه مستقل تمامًا عن الاخرين، وقدرته على ضبط نفسه، ومهارته في التعامل مع الضغوط النفسية التي يتعرّض لها.
• الانضباط الذاتيّ: يشير الى تحكّم الانسان بمشاعره، وأفكاره، وتصرّفاته، وقدرته على الحفاظ على استقلاليته الفكرية والعاطفية، وقدرته على تصحيح مسار حياته بما يخدم أولوياته، واستعماله المنضبط لوقته الشخصي.
  امتلاكه إرادة قوية، وقدرته كذلك على الاستمرارية في تحقيق أهدافه، وتمكنه من حماية نفسه من الاغراءات التي يلقيها عليه الأشرار، والتي تهدف لدفعه الى الكلام، والتصرّف بشكل يتعارض مع قيمه الأخلاقية ومع تقديره لذاته.
  -التخطيط والتفكير المبكّر: ستجد قوي الشخصية يسبق دائمًا أعدائه المتربّصين بخطوة واحدة للأمام، بسبب حرصه على التخطيط المبكر للمراحل المقبلة في حياته، وسيجدون صعوبة في توقّع ما يمكن أن يقوله أو يفعله في اللحظات المقبلة!
  -الشحذ المستمر للمهارات الاجتماعية: يحرص قوي الشخصية على تقوية وصقل مهاراته الاجتماعية مثل قدرته على اختيار الأصدقاء، وكيفية الاتصال والتعامل الفعّال مع الآخرين، وقدرته على التكيّف مع الظروف المحيطة، ومهارته في حل المشكلات، ووقايته لنفسه من التلاعب والاستغلال.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي