تونس- وكالات: في جولة مفاجئة، وصل الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس، إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، ليستمع إلى شكاوى المواطنين الذين استقبلوه بالشعارات والهتافات المؤيدة، متوجها بعد ذلك إلى مبنى وزارة الداخلية.واتهم الرئيس جهات لم يسمّها بالتربص بالبلاد وبالمواطنين، وقال إنهم "يهدفون لضرب الدولة والمسار"، مضيفا إن "الدولة ليست غنيمة، وتونس لكل التونسيين".قبلها، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس أكد "أن من كانوا يقايضون الناس بصحتهم للوصول إلى مآرب سياسية انتهى دورهم"، مبيناً أن من يساوم ويتاجر بصحة المواطن لا مكان له في تونس.كما دعا لمعالجة شاملة لملف الهجرة غير الشرعية، محذرا من "محاولات التوظيف السياسي للملف في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد".وكانت 30 شخصية تونسية وطنية قد قدمت، أمس، رسالة مفتوحة إلى الرأي العام الوطني والدولي مؤكدين دعمهم لاستجابة الرئيس التونسي لمطالب الشعب، وعدم اعتبار قراراته الأخيرة انقلاباً على الدستور ولا على الشرعية، داعين إلى محاسبة الخارجين عن القانون محاسبة قانونية دون أي تشفٍّ ولا انتقام. كما أبدى الموقعون أيضا رفضهم التام لأي تسوية مع المتسببين في الفساد، أو عودتهم إلى صدارة المشهد السياسي، بحسب تعبيرهم.وطالبوا الدول الصديقة بمساندة اختيارات الشعب التونسي التي تضمن له الكرامة والحرية، أما الدول الأجنبية فطلبوا منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية التونسية.وفي المقابل، أكد مكتب رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، ليل أول من أمس، تعرض الأخير لوعكة صحية نقل على إثرها للمستشفى، وخرج بعد تلقيه العلاج.
وفي وقت سابق، أفادت إذاعة موزاييك التونسية بنقل الغنوشي إلى المستشفى للعلاج من حالة صحية طارئة.في سياق آخر، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد حافظ، أن مصر تتابع باهتمام تطورات الأحداث في تونس.وقال حافظ في بيان رسمي إن "الخارجية المصرية تعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب التونسي الشقيق وتطلعاته المشروعة، وتثق في حكمة وقدرة الرئاسة التونسية على العبور بالبلاد من هذه الأزمة في أقرب وقت".وأكد المتحدث الرسمي، على "ضرورة تجنب التصعيد والامتناع عن العنف ضد مؤسسات الدولة بما يحفظ مصالح الشعب التونسي الشقيق وأمنه ومقدراته"، مشيدا بدور "المؤسسات الوطنية للدولة التونسية في حفظ أمن واستقرار البلاد"، ومعربا عن تطلعه لـ "تجاوز الأشقاء التونسيين لكل التحديات والانطلاق نحو بناء مستقبل أفضل".من جانبه، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان دعم إدارة الرئيس جو بايدن القوي للشعب التونسي وللديمقراطية التونسية القائمة على الحقوق الأساسية والمؤسسات القوية والالتزام بسيادة القانون.وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس قيس سعيد، ركز الجانبان على الحاجة الماسة للقادة التونسيين لرسم الخطوط العريضة لعودة سريعة إلى المسار الديمقراطي في تونس.وشدد مستشار الأمن القومي على أن هذا سيتطلب تشكيل حكومة جديدة بسرعة وبقيادة رئيس وزراء قادر على تحقيق الاستقرار للاقتصاد التونسي ومواجهة جائحة كورونا، فضلاً عن ضمان عودة البرلمان المنتخب في الوقت المناسب.