الاثنين 23 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

"قُمْ للمُعلم وَفِّهِ التَّبْجيلا"... حبرٌ على أوراق الكلمات المسجوعة

Time
الأربعاء 05 أكتوبر 2022
View
5
السياسة
كتب ـ عبدالرحمن الشمري:

"قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا"
ذلك البيت، الذي قاله أحمد شوقي في ثلاثينات القرن الماضي، صدحت به حناجر مديري ومديرات المدارس، صباح أمس، مصحوبة بالورود، وهي تشيد بمكانة المعلم، في يومه العالمي، رفعته الكلمات الرنانة إلى قمة العلياء، ونصبته فوق الأنجم قمراً مضيئاً، وشمعة تحترق، ورسولاً، وقائداً، وقدوة، ومرشداً، ومربياً، ولكن صاحب العرس نفسه، كاسف البال، وإن علته ابتسامة تخفي الكثير ولسان حاله يتساءل فعلاً: أين التقدير؟!
وصلات الاحتفالات، أبدعت فيها كلمات الإشادة، لكنه وحدهم المعلمون أحد أهم أركان العملية
التربوية لم تنطل على كثير منهم تلك الكلمات التي يسمعونها سنوياً في مثل هذه المناسبة، فكثير من هؤلاء يئنُّ تحت وطأة الأنصبة المرتفعة، والأعباء الإدارية والإشرافية والأنشطة في وقت يشعرون فيه بتهميش مطالبهم من قبل وزارة التربية.
أما المعلم الوافد نفسه فلديه هو الآخر، إحساس بالمظلومية، لا سيما من قرار خصم التسعين ديناراً، بدل السكن، الذي تندر بعضُهم عليه خلال التكريم قائلاً: "إن وردة يوم المعلم العالمي تساوي 90 ديناراً"، لاسيما أن قرار الخصم صدر في يوم المعلم.
المعلمون الذين هنأتهم "السياسة" أكدوا أن الاحتفال بيومهم العالمي يكون ليوم واحد فقط، وتتلاشى بعده تلك المكانة التي طالما أشاد بها المسؤولون، مشيرين إلى أن المعلم يعود ليدور بين قطبي الرحى يطحن ويذوب يوماً تلو الآخر وهو يصدح كل صباح تحت منبر العلم وراية التعليم ليغذي عقول أبنائنا ويشحذ هممهم ويرسم مستقبلهم؛ حتى يكونوا جيلاً واعداً تعتمد عليه البلاد ويخدم العباد.
يقول غير معلم: إن الكلمات التي يشدو بها المسؤولون كل عام ليست سوى حبر على ورق، لا تجبر كسراً، ولا ترفع هماً، ولا تحقق أحلاماً، ولا تنصف مظلوماً، مؤكدين أن "سنوات طويلة مرت والمعلمون يتأملون ويتفاءلون ببزوغ فجر يُغيِّر واقعهم، ويسمو بمكانتهم، ويحقق آمالهم، ويزيح الأعباء الملقاة على عاتقهم عبر متطلبات بسيطة ليست بالمستحيلة ضمن إطار فن الممكن".
مطالبات المعلمين تتمثل في "تقييم سنوي شفاف بعيداً عن السرية، وعدم تكليفهم بالمتطلبات المدرسية الإدارية، وتوفير الوسائل التعليمية، وإبعادهم عن بهرجة الاحتفالات بمحتوى القشور والاهتمام بمحتوى التعليم، وتعزيز مكانتهم بجعلهم أولوية ضمن مشاريع الوزارة لتطوير التعليم، وعدم تأخير صرف مكافأة الأعمال الممتازة؛ تقديراً لدورهم الفعلي في الميدان التربوي، والدفاع عنهم وعن حقوقهم التي تتطلب قانوناً متكاملاً لحمايتهم وحفظ كرامتهم وتوفير بيئة مدرسية مناسبة للعمل".
ومن دون كلمات مسجوعة، وغوص في بحور المفردات، يلتمس كثيرٌ من المعلمين الاهتمام والتقدير لمهنتهم السامية من قبل مسؤوليهم، في وقت يبادر أبناؤهم الطلبة بتقديرهم واحترامهم عبر هدايا رمزية معبرة من صنع أياديهم عرفاناً وشكراً لمُعلميهم على جهودهم.
الأمر يحتاج من المسؤولين إلى وقفة لإنصاف المعلمين بحفظ مكانتهم على أرض الواقع، واستعادة هيبة المعلم، والعمل على راحتهم وظيفياً ونفسياً؛ حتى لا يتزايد لديهم الشعور بالإحباط ما يؤثر سلباً على عطائهم لأبنائنا الطلبة في المدارس.
آخر الأخبار