قُوَّة الإرادة في مُوَاجَهَة الصِّعَاب

حوارات

د. خالد عايد الجنفاوي

يمكن للإنسان البالغ عمريًّا، والعاقل فكريًّا، والسوي نفسيًّا اِكتساب سمة قوة الإرادة في مواجهة الصّعاب التي يمكن أن يتعرّض لها في حياته الخاصة، أو اثناء تفاعله مع الآخرين في الحياة العامة.
وما أقصده بالصِّعاب في سياق هذه المقالة عن قوة الإرادة، هي تلك التحدّيات الحياتية القاهرة، والتي يظنّ الفرد ضعيف الإرادة أنه لا يمكن له التغلّب عليها، أو تخطّيها، ووفقًا لوجهة نظري المتواضعة.
أعتقد أنه ستوجد دائمًا متطلّبات وشروط أساسية، وخيارات شخصية معيّنة سيؤدي الإيفاء والقيام بها الى ترسيخ قوة الإرادة في شخصية الإنسان، ومنها بعض ما يلي:

• تَحْرِير الإرادة الشخصية من عبودية الأشياء والآخرين: لا يمكن للعاقل في عالم اليوم المتغيّر تصوّر إمكانية اكتسابه سمة قوة الإرادة، ما لم يتخلّص من عبوديته الطوعية وإدمانه الاختياري، لملذّات أو لأشياء مادية تمنعه من تحقيق الاستقلالية الكاملة، وبخاصة تحرّره الإرادي من القابلية النفسية السلبية للسقوط ضحية للتأثيرات السلبية للآخرين.
• معرفة الذات، واولى الخطوات في هذا الشأن حيازة قوة الإرادة التي تتجسّد في سعي الفرد لمعرفة نفسه حق المعرفة عبر مصارحة نفسه بنقاط ضعف وقوّة شخصيته، وسعيه الجاد والحثيث بعد ذلك لاستبدال ما هو ضعيف في شخصيته بما هو قوي وفعّال ونافع له في حياته.
• قوية "العضلات" الذهنية: يمكن للإنسان، مجازيًّا وفعليًّا تقوية عضلاته الذهنية (تجديد خلاياه الدماغية)، ورفع مستوى ذكائه عن طريق جعل التفكير الموضوعي الآلية الذهنية الأكثر نشاطًا في حياته، وبتقليله انغماسه اللا إرادي أحيانًا في التفكير العاطفي، ومن علامات نمو العضلات الذهنية هي ارتفاع نسبة قوة الملاحظة، واتساع المدارك الفكرية، وزيادة قوة الذاكرة، وزيادة القدرة على حل المشكلات.
• حديد الأهداف والأولويات: كلما نجح الفرد في تحديد أهداف شخصية معينة يرغب في تحقيقها في حياته، ووضعها في أعلى قائمة أولوياته الحياتية، ستقوى إرادته تلقائيًّا بسبب أنه بدأ يعزم ويثابر بشكل جاد على تحقيق ما يعتقد أنه يستحقه من نجاحات حياتية.
• لاستعداد النفسي الداخلي لمواجهة الصّعاب الحياتية: المتطلّب الأساسي للحصول على سمة قوة الإرادة، يتمثّل في ترسّخ هذه الرغبة في العقل الباطن.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi