قِمَّة تَطَوُّر الشخصية

يصل الانسان الى قمّة التطوّر وذروة الازدهار الذاتي، وأرقى وأرفع مستويات التطوّر في شخصيته عندما تبدأ تظهر عليه، ويبرز في تعامله مع نفسه ومع الآخرين، السلوكيات الإيجابية التالية:
- غياب الإفْرَاط والشغف العاطفي، اذ يدل ذلك على تطوّر شخصية الإنسان، ضعف تأثير الولع العاطفي عليه، وشبه انعدام التعلّق المفرط بالآخرين، وتوازن ردود فعله السلبية والايجابية، وبخاصة عدم شعوره أنه ضحية لا حول له ولا قوة لأحاسيسه العاطفية المفرطة.
وأنّ ما يقود حياته، الخاصة والعامة، هي العقلانية البحتة، فهو يتّبع عقله ويقدّمه دائمًا على عاطفته.
-رفض الانصياع الكامل للعقل الجمعي: بالنسبة لمن وصل الى ذروة التطوّر الشخصي، ليس كل ما يتوصل إليه العقل الجمعي في المجتمع من افتراضات، وما يشيع فيه من طرق تفكير، صحيح منطقيًّا، وليس بالضرورة أنّ كل ما يخرج من التفكير الجماعي يصبّ في مصلحة الفرد، فمن لديه شخصية متطوّرة، قولاً وفعلاً، يفكّر بشكل مستقل وحرٌّ.
- الحقيقة تختلف عمّا تبثّه الدعاية الاعلامية السائدة: يدرك الفرد العاقل مكتمل جوانب الشخصية أنّ الحقائق الحياتية في المجتمع، يصعب معرفتها بدقة عن طريق متابعة مصادر الاعلام السائد في المجتمع، وأنه حري به اكتشاف ما تبثه وتنشره المصادر الإخبارية البديلة.
-تجاوز عقد النقص: احدى أهم دلائل وصول الفرد الى قمّة التطوّر في شخصيته يتمثل في تجاوزه الاختياري للتأثير العاطفي والفكري السلبي الذي تسببه عقد نقصه بسبب أنها ترسخ تحيزاته النفسية والفكرية، وتعطّل مسيرة حياته، وتمنعه من اكتشاف الجوانب الخفيّة والفعّالة في شخصيته.
-قلّة الكلام وتفضيل الصمت والانصات: صاحب الشخصية المتطوّرة في عالم اليوم هو من يفضّل تقليل كلامه، وتعزيز قدرته على الانصات الى الآخرين بسبب إدراكه أنّ كثرة الكلام حول أمور وأحداث حياتية تافهة تستهلك طاقاته، النفسية والفكرية والجسدية، وأنه حري به تعلّم مهارة الانصات.
-تغليب الأولويّات والتقليل من قيمة وتأثير الثانويّات: يقدّم متطوّر الشخصية الأولويات في علاقاته الاجتماعية، وفي أهدافه الحياتية، على ما هو ثانوّي وغير مهم بالنسبة له، سواءً اكانوا أشخاصًا أو مجاملات مبالغ فيها، أو أشياء مادية عديمة الجدوى على المدى البعيد.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi