كتب ـ جمال بخيت:استعادت منصة الفن المعاصر "كاب" نشاطها" عقب إجازة عيد الفطر بتنظيم ثلاثة معارض للفنانات التشكيليات مها العساكر وشيخة الحبشي واللبنانبة مانويلا غيراكوسيانمعرض الفنانة العساكر بعنوان "اسمي امرأة"، فيما حمل معرض الفنانة شيخة الحبشي عنوان "العقل المفكك"، وعنونت مانويلا معرضها باسم " أنا هنا".اسمي امرأة في معرضها "اسمي امرأة" مزجت مها العساكر بين الفوتوغرافيا وبعض الوسائط الأخرى، مثل النسيج والأقمشة، وقسمت قاعة العرض إلى ممر يضم الأعمال على الجدران،وحاولت من خلال الفن أن تقدم رسالة تضامن مع المرأة، وصورة فنية تحتج على أي صورة من صور قمع المرأة أو تعرضها للتمييز.صمم المعرض الفنان محمد قاسم، الذي نفذ أفكارا عدة حديثة ومبتكرة في مفهوم العروض الفنية، بما يخدم أفكار الفنانة التي عملت عليها، بينها جانب استخدمت فيها المرايا، بحيث يشعر المتلقي أنه جزء من العرض في أحد أجزائه.وقدمت العساكر نفسها أيضا كموديل لصور فنية حاولت أن تعبر من خلالها عن حالات نفسية مختلفة للمرأة، تعبر عن مشاعر متناقضة بين الرفض أو الاحتجاج أو الحزن أوالإحباط أو الشعور بالوحدة، أو غيرها من المشاعر التي ارتأت أنها تعبر عن مشاعرمكبوتة للمرأة في المجتمع. واستخدمت من وسيط فني مثل التصوير الفوتوغرافي، الكولاج، العمل الفني المركب والرسم على النسيج وغيرها.وتهتم الفنانة العساكر بقضايا المرأة على نحو عام، وتكرس موهبتها لخلق مساحات فنية جديدة تعبر بها عن المسكوت عنه فيما يخص المرأة في العالم، وفي الكويت على نحو خاص.العقل المفككأما الفنانة شيخة الحبشي فقد جاء معرضها بعنوان"العقل المفكك" وقد استخدمت فيه تقنيات مستلهمة من فنون السدو،بأسلوب أكثرتجريدًا لتعميق رؤيتها للأبعاد النفسية في المجتمع الكويتي وخصوصا التوقعات والصور النمطية والأفكار المسبقة عن المرأة.وتتكئ الأعمال الفنية لشيخة على الحدس بوصفه القوة التي تأخذ بيدها لتوجيه كل اختيار أو قرار إبداعي، وهي تستخدم أشكالًا مفعمة بالألوان ومنمقة للغاية بهدف تفكيك وتجريد العالم من حولها. وقد رسمت لوحاتها باستخدام الوان مصنوعة من الأكريليك الذي يلعب دور ألوان "الغواش" مما يسمح للعمل الفني نفسه بالتدفق بسهولة مع السماح بالقدرة على عمل طبقات في الطبقة الواحدة.هذه الطريقة في الرسم البديهية مستوحاة من نساجي السدو، فطريقتهم في إنشاء قطعة من السدو تعد تجربة عفوية تمامًا، وهي الطريقة التي حاولت شيخة استخدامها في مجموعة أعمالها الحالية.ويلعب التأمل دورا له قوة الدفع في توجيه عملها حيث ركزت على أهمية الحدس داخل النفس البشرية وأهمية الاستماع إلى الذات، ومن خلال نشأتها في الكويت، أدركت أن الكثير من خيارات وقرارات الحياة التي تتخذها الكثير من النساء مطروحة للتداول والتدقيق المستمر، من خيارات الزواج والأسرة إلى ملكية الجسد والوقت. أنا هنافي السياق، عرضت الفنانة اللبنانية مانويلا غيراغسيان، في معرضها الذي جاء بعنوان"أنا هنا" أعمالا اتسمت بعدد من التقنيات الفنية اللافتة التي قدمت من خلالها موضوعات شديدة الجدية مثل سؤال الهوية والوجود والقدرة على مواجهة التحديات والاستمرار في الحياة كإنسان للفرد بشكل عام، وكامرأة على نحو خاص، لكنها تتعامل مع كل هذه القضايا كما لو كانت من وجهة نظر الأطفال، فالأعمال الفنية التي تضمنها المعرض تحمل الكثير من الطابع العفوي للطفولة والبراءة،حتى وهي تسأل عما يعده الكبار أسئلة وجودية.المشروع الفني الكبير بدأته مانويلا منذ العام 2010 وهي الفترة التي شهد فيها لبنان والعالم الكثير من الأحداث الجسام،وأعمال العنف، وقضايا فساد، رأت الفنانة أن دور الفن أن يواجه هذا كله ولكن بأعلى قيمة جمالية ممكنة، وباستخدام الأسلوب الذي اعتادت عليه، وأصبح سمة مميزةلأعمالها الجميلة. وتتراوح أحجام الأعمال واشكالها بين لوحات كبيرة تضم مشاهد تتوزع فيها ملامح الأطفال، والطيور وبعض الحيوانات، ولكل منها خلفية لونية ساطعة، وتتجلى مظاهررمزية عدة في اللوحات، سواء تلك الكبيرة المحتشدة بالتفاصيل أو الصغيرة التي تأخذ بعضها أشكالا دائرية، وتأخذ الطيور فيها دورا محوريا.وتقول أن الطيور بشكل عام بالنسبة لها من الكائنات المدهشة منذ طفولتها،وكثيرا ما كانت تتأملها بوصفها مثيرة للتأمل، وأيقونة للحرية لقدرتها على الطيران لذلك تعتبرها من الكائنات الملهمة لها في العملية الفنية.

جانب من المعرض