الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
24°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الثقافية

"كاب للفن المعاصر" تتزيّن بذكريات وانطباعات أمين محفوظ

Time
الاثنين 12 يونيو 2023
View
11
السياسة
جمال بخيت

يقترب من التسعين عاما، ولكنه يتحدث ببراعة شاب في مقتبل العمر يحمل بين ضفاف عمره ذكريات من الحياة وعشقه للطبيعة والالوان والروح الجميلة، التي يحملها بين انطباعاته الحياتية، لذلك اصبح التشكيلي السوري المخضرم أمين محفوظ انطباعيا بامتياز، وتجلت كل هذه الذكريات في معرضه الذي افتتح في قاعة كاب للفن المعاصر وعرض فيه بعضا من رحلة ذكرياته التشكيلية، وهو الذي تعلم الرسم في عواصم عدة (دمشق - ميونيخ في المانيا- وباريس)، واشترك في معارض عدة مع كبار الفنانين منذ 1950 في القرن الماضي.
إنه ابن غوطة دمشق مواليد 1933 والذي يحمل ذاكرة تعود الى الحرب العالمية الثانية، أحب الرسم والموسيقى الكلاسيكية والأوبرا والأدب والمسرح. وأحب غوطة دمشق الذي ولد وعاش طفولته فيها ورسم بساتينها وأحيائها، وعرضت لوحاته في معرض الربيع، الذي يعقد كل عام في متحف دمشق مع كبار الفنانين السوريين عمل سنتين في تلفزيون دمشق، عند افتتاحه كرسام سنة 1958، ثم انتقل الى تلفزيون الكويت عند افتتاحه سنة 1961 وعمل فيه كرسام.
ومحفوظ ينتمي إلى المدرسة الانطباعية التي فتحت الباب امام الفن الحديث في باريس هويته الفنية طبعت في أعماله الفنية.
وفي رأيه الرسم هو تعبير عن جمال وصفاء هذا الكوكب، الذي دمره ولا يزال يدمره الانسان بالحروب والتلوث، كما أنه عكس المدرسة الانطباعية التي بدأها الفنانين الفرنسيين كلود مونيه وتبناها كبار الرسامين بالعالم.
كما يرى أن اللوحة الناجحة هي التي تدهش المشاهد من ضربة فرشاة الرسام العفوية، كما ان الرواية الناجحة هي التي تصيب القارئ بصعقة.
وأقام‭ ‬محفوظ‭ ‬معرضًا‭ ‬له‭ ‬بمتحف الكويت الوطني في‭ ‬السبعينيات،‭ ‬وكان‭ ‬وقتها برعاية‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬سعدون‭ ‬الجاسم،‭ ‬وحضره‭ ‬مدير‭ ‬التلفزيون‭ ‬محمد‭ ‬السنعوسي‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬الأجانب،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الملحق‭ ‬الثقافي‭ ‬الفرنسي‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الفن،‭ ‬وقد‭ ‬اشترى‭ ‬لوحة،‭ ‬وكتب‭ ‬كلمة‭ ‬عن‭ ‬اللوحات‭ ‬في‭ ‬المعرض،‭ ‬واصفًا‭ ‬إياها‭ ‬بأنها‭ ‬‮ "‬تتميز‭ ‬بالشفافية‭ ‬وروح‭ ‬الشرق‮"‬،‭ ‬وقد‭ ‬بيعت‭ ‬أكثر‭ ‬اللوحات‭.‬
كما اشترك‭ ‬بمهرجانات‭ ‬الأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقام‭ ‬سنويًا‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وعمل‭ ‬قاطرات‭ ‬وتماثيل‭ ‬Stand‭ ‬لشركة‭ ‬البترول‭ ‬الوطنية‭ ‬وبنك‭ ‬الكويت‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ثمّ‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬معرض‭ ‬آخر،‭ ‬حيث‭ ‬اشترك‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬أقامته‭ ‬الجمعية‭ ‬الكويتية للفنون التشكيلية،‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬التحرير‭.‬
ودخلت‭ ‬أعمال‭ ‬محفوظ‭ ‬الفنية‭ ‬برنامج‭ ‬‮"‬افتح‭ ‬يا‭ ‬سمسم‮" ‬‭ ‬للأطفال،‭ ‬الذي‭ ‬عُرض‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات،‭ ‬واكتسب‭ ‬البرنامج‭ ‬شهرة‭ ‬طالت‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭.‬ وحصد‭ ‬3‭ ‬جوائز‭ ‬عن‭ ‬شعارات‭ (‬logo‭) ‬برع‭ ‬فيها‭ ‬وأبدعها،‭ ‬واشترك‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬عامة.‬
فمحفوظ‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬الرعيل‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬الانطباعية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فاتحة‭ ‬الفن‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬باريس‭. ‬هويته‭ ‬الفنية‭ ‬مطبوعة‭ ‬بلوحاته‭ ‬الإبداعية،‭ ‬فالرسم‭ ‬عنده‭ ‬يأتي‭ ‬‮"‬لإبراز‭ ‬جمال‭ ‬الطبيعة‮"‬،‭ ‬وعندما‭ ‬سألناه‭ ‬عن‭ ‬معالم‭ ‬تلك‭ ‬المدرسة،‭ ‬أجاب: ‭ ‬‮"‬أرسم‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬وصفاء‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬الذي‭ ‬دمّره‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يدمره‭ ‬بالحروب‭ ‬وبالتلوث"‬‭.‬
فيما نقل‭ ‬محفوظ‭ ‬المدرسة‭ ‬الانطباعية‭ ‬بالرسم‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وهي‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬يد مونيه ومانيه ‬واتّبعها‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الرسامين‭ ‬المنفتحين‭ ‬ثقافيًا‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬ أما‭ ‬اللوحة‭ ‬الناجحة،‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬المشاهد‭ ‬بالدهشة،‭ ‬يصنعها‭ ‬بضربة‭ ‬فرشاته‭ ‬العفوية،‭ ‬تمامًا‭ ‬كالقصة‭ ‬الناجحة،‭ ‬عندما‭ ‬يعمد‭ ‬كاتبها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينهيها‭ ‬بصدمة‭ ‬أو‭ ‬بصعقة‭!‬

بسم الله


جيزابيل


رقصة الحذاء الاحمر
آخر الأخبار