الدولية
كابل تعرض على "طالبان" تقاسم السلطة مقابل وقف القتال
الخميس 12 أغسطس 2021
5
السياسة
كابل، عواصم- وكالات: اقتربت حركة طالبان من العاصمة كابل بعد سيطرتها، أمس، على مدينة غزني، وهي عاشر مركز ولاية تستولي عليه خلال أسبوع، في حين أكد مصدر حكومي أفغاني أن حكومة بلاده مستعدة لتقاسم السلطة مع طالبان مقابل وقف زحفها العسكري، مشيرا إلى أن الحكومة قدمت مسودة لحل النزاع إلى قطر بوصفها وسيطا في المفاوضات.وأعلنت الحركة، في بيان لها، سيطرة مسلحيها أمس على مدينة غزني التي تبعد نحو 130 كيلومترا عن كابل.وأكد المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد، على تويتر، أن عشرات الجنود الحكوميين قتلوا خلال المعارك، مشيرا إلى أن الحركة استولت على أسلحة ومعدات خلال تقدمها نحو مكتب حاكم الولاية.وقالت وكالة أسوشيتد برس إن طالبان رفعت راياتها في المدينة، ونقلت عن مصادر أن اشتباكات متفرقة لا تزال تدور خارج غزني في مقرين للمخابرات والجيش، مشيرة إلى أن الحكومة الافغانية أعتقلت حاكم الولاية ومساعده بتهمة تسليمها إلى حركة طالبان.وفي مواجهة التقدم المتسارع لحركة طالبان، التقى الرئيس الأفغاني أشرف غني قادة حرب سابقين من بينهم عبد الرشيد دوستم في مدينة مزار شريف سعيا لشن هجوم مضاد على طالبان.من جهتها، قالت واشنطن إن معلومات تتواتر عن عمليات إعدام تستهدف جنودا استسلموا للحركة، محذرة من أن ذلك يرقى إلى جرائم حرب. ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن مصادر مطلعة، أن هناك مناقشات داخل الإدارة الأميركية بشأن إمكانية إغلاق سفارة الولايات المتحدة في كابل على خلفية تقدم حركة "طالبان" الأفغانية.وفي نيويورك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الصراع في جميع أنحاء أفغانستان أدى منذ بداية العام الجاري إلى نزوح ما يقرب من 390 ألف شخص.وأضاف دوجاريك أن فرق التقييم الأممية تأكدت من وجود أكثر من 4 آلاف نازح إضافي يحتاجون حاليا إلى المأوى والغذاء والصرف الصحي ومياه الشرب.في هذه الأثناء، قال زير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، إن مسألة تشغيل مطار كابل ستتبلور خلال الأيام المقبلة وإن بلاده لن تعرض حياة جنودها للخطر.وأضاف أكار أنه سيكون من المفيد أن يظل مطار كابل مفتوحا.وعلى ضوء تقدم طالبان السريع على الأرض، دعت السفارة الألمانية في كابل رعاياها إلى مغادرة أفغانستان في أسرع وقت ممكن، بسبب التطورات الراهنة. وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده لن تقدم أي دعم مالي لأفغانستان، في حال انتزعت حركة طالبان السلطة في البلاد وطبقت الشريعة الإسلامية.ومن موسكو، أوضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو تعتمد على تقييمات وكالة المخابرات الأميركية "سي أي إيه" التي تقول بأن كابول قد تسقط في غضون أشهر.ويأتي ذلك في حين يُستأنف في العاصمة القطرية الدوحة الاجتماع الدولي الموسع بشأن أفغانستان، الذي يركز على محاولة إقناع الأطراف الأفغانية بخفض العنف والانخراط في مفاوضات عاجلة لتحقيق السلام.ويحضر الاجتماع المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، والمبعوث القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة وتسوية النزاعات مطلق القحطاني، وممثلا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إضافة إلى الصين وباكستان.وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، إن الحركة متمسكة بحل المشاكل عبر الحوار رغم التقدم الميداني الذي تحققه.