الأخيرة
كارسيفاك الهندوسي المتطرف ومسجد بابري التاريخي
الأربعاء 06 نوفمبر 2019
5
السياسة
محمد الفوزانمحطات في سيرة كارسيفاك تستحق التوقف عندها منذ ميلاده في قرية قريبة من بانيبات حيث عمل والده دولت رام مدرسا وكان أحد أتباع الزعيم الراحل غاندي.القاسم المشترك في تلك المحطات، هو التحاق سيفاك بالحركات الهندوسية القومية المتطرفة في سن مبكرة، وتنقله بينها، وصولا إلى أقصاها تطرفا وتوجها حتى أصبح واحدا ممن قادوا الحملة لتدمير مسجد بابري التاريخي قبل 27 عاما.ومن أبرز تلك المنظمات التي انتمى إليها هي منظمة "راشتريا سوايا مسيراك سانغ" التي يرمز إليها اختصارا بـ "آر أس أس" وهي أكبر المنظمات الهندوسية الأصولية المتشددة وأقواها.وتقتصر عضوية تلك المنظمة على الذكور ، وتعد الملهم العقائدي لحزب "بهاراتيا جاناتا" وتعني "القومي الشعبي الهندي" وكل المنظمات والروابط الهندوسية الأصولية والمتطرفة، حيث تدعو إلى الولاء القومي المطلق والمحافظة على الثقافة الهندية.وتنشط فروع "آر أس أس" والمنظمات التي تتجمع تحتها في عملية إرغام الأقليات على اعتناق الهندوسية، وتزعم أن ما تقوم به هو إعادة الهندوس إلى دينهم الأصلي بعدما كان أسلافهم قد أرغموا على اعتناق الإسلام أو المسيحية، ولهذا السبب لا يصفون مراسم تغيير الدين بذلك المصطلح بل بـ "العودة إلى الدار".مسجد "بابري" نقطة خلاف تاريخية بين الهندوس والمسلمين في الهند، وقد قام حشد هندوسي يتكون مما يقرب من 150 ألف شخص بهدم المسجد في ديسمبر عام 1992، وكان دافع الهندوس لهدم المسجد التاريخي بعد خمسة قرون من بنائه؛ هو أن المسلمين وقت حكم المغول المسلمين للهند قاموا بهدم معبد كبير للإله "رام"، ومنذ هدم المسجد وحتى هذه اللحظة، لا يزال النزاع حول المسجد قائمًا بين الهندوس والمسلمين.كان يقود الحشد الذي هدم المسجد هو "كارسيفاك" وهو اشدهم كرها وعداء للاسلام ، وهو أول شخص صعد إلى قبة المسجد ليهدمها، بعدها، لم يكن يتخيل أحد أو يعتقد أن هذا الهندوسي المتعصب سيُكفِر عن جريمته ليس فقط باعتناق الإسلام، بل وببناء عشرات المساجد، وأن ينذر نفسه للدعوة إلى الإسلام والدفاع عن المساجد في ربوع الهند الواسعة.نعم ....تحوّل كارسيفاك من ذلك الهندوسي المتطرف ممن قادوا الحملة لتدمير مسجد بابري التاريخي الشهير ، إلى داعية إسلامي يسافرمن بلدة هندية إلى أخرى لينشر تعاليم الدين الإسلامي. يقول كارسيفاك الذي غيّر اسمه إلى محمد عامر، إنه كان شابًا متحمسًا اندفع خلف الآراء السياسية المتطرفة، وبعد هدم المسجد كان سعيدًا للغاية ؛ لأنه تمكن من خدمة المعتقد الهندوسي الذي ينتمي إليه ، ولكنه حين عاد إلى منزله شعر بالذنب ، وقرّر التقرب من المسلمين والإسلام، حتى أعلن إسلامه هو وصديقه "يوجندرا بال" الذي كان قد تعاهد معه على هدم مسجد بابري وبناء معبد رام الهندوسي ، ولكنهما أعلنا إسلامهما وتعاهدا على بناء 100 مسجد، تكفيرًا عن هدم مسجد بابري، وحتى الآن تمكنا من بناء 90 مسجدًا كبيرًا في الهند، يبقى التذكير بأن محمد عامر متزوج من امرأة مسلمة، ويدير مدرسة لنشر تعاليم الإسلام السمحة.إمام وخطيب