الأربعاء 31 ديسمبر 2025
10°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

"كامكو إنفست": الاستثمار بالشركات الناشئة والمبتكرة يُكرِّس تكوين الثروات

Time
الأحد 14 فبراير 2021
السياسة
أصدرت كامكو إنفست تقريراً عن قطاع الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة كفئة أصول رئيسية للمستثمرين الذين يسعون إلى التنويع وتكوين الثروات. ومع استمرار تطور التكنولوجيا الحديثة ودفع الابتكار، شهد العالم تحول نحو الرقمنة منذ ما قبل انتشار جائحة كورونا.
ومع أن نتيجة الجائحة كانت غير متوقعة، إلا أنها لم تسرع في التحول الرقمي فحسب، بل أصبحت نقطة حاسمة في هذا المجال. ما بدأ كعام مقلق وغامض لأصحاب رؤوس الأموال في قطاع الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة، سرعان ما أصبح نقطة انتقالية في عالم الاستثمار بظهور فرص جديدة في مختلف الصناعات.

ازدهار الصناعات التكنولوجية
وأدت الظروف غير المتوقعة التي واجهتها الاقتصادات العالمية بسبب الوباء إلى صعود صناعات كان قد أغفل عنها المحللون. فعلى سبيل المثال، منذ ظهور الوباء ازدهرت صناعة الحوسبة السحابية والتي شهدت زيادة كبيرة في الطلب على التكنولوجيا القائمة على السحابة، حيث تجاوز مستوى الأداء توقعات المحللين بكثير وأصبحت هذه الصناعة الآن عنصراً أساسياً وضرورياً في المسار نحو الوضع الطبيعي الجديد. وقد أدت عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعي إلى تسريع الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في عام واحد والتي كانت تتطلب عقد كامل من الزمن، مما دفع الشركات التقليدية إلى التحول إلى الإنترنت والتحول الرقمي في عملياتها. وقد أدى هذا التحول بدوره إلى زيادة الطلب على مثل هذه الحلول وبالتالي إلى زيادة إيرادات الشركات بشكل كبير ليصل إلى مستويات قياسية.
وقد أدى التأثير الناجم عن الجائحة في البداية إلى توجه معظم المستثمرين في الشركات الناشئة والمبتكرة إلى الحد من الإنفاق على الشركات والتوقف عن استقطاب رؤوس أموال جديدة. ولكن في غضون ثلاثة أشهر سرعان ما تغير هذا الأمر، عندما بدأت الشركات في تحقيق نمو كبير في الإيرادات بسبب المبيعات العالية عبر الإنترنت. فمن ناحية، خسر عدد كبير من الموظفين وظائفهم بسبب خفض التكاليف وبدأت الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بما في ذلك المتاجر الصغيرة، تعاني بسبب الإغلاق والتباعد الاجتماعي، أما الشركات ممن لديها منصات قوية عبر الإنترنت شهدت زيادة في المبيعات وارتفاع كبير في الطلب على الخدمات. ولما للحجر الصحي من تأثير إيجابي على قطاع التكنولوجيا فعليه شهد المستثمرون في الشركات الناشئة والمبتكرة عوائد قوية في الربع الثالث من عام 2020 مع طرح شركات عديدة للاكتتاب العام.

إطلاق الشركات الناشئة والمبتكرة
وقد وثق إبراهيم عثمان، رئيس قسم البيانات العلمية في آينجل ليست، هذا الانتقال في أحدث دراساته والتي كشفت أن الربع الرابع من عام 2020 كانت أفضل فترة على الإطلاق للشركات الناشئة والمبتكرة. فقد حققت 80% من الشركات الناشئة النشطة التي تستثمر بها آينجل ليست، وعددها 3.449 شركة، ارتفاعات في تقييماتها في الربع الرابع من عام 2020.
وقد دفعت أسهم شركات التكنولوجيا ذات القيم السوقية الكبيرة بقيادة شركات آبل وأمازون ونتفليكس مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية إلى مستويات قياسية في عام 2020، مستفيدة من التحول الكبير نحو الرقمنة. وقد أدى الارتفاع في الإنفاق على التجارة الإلكترونية إلى ارتفاع القيمة السوقية لشركة أمازون بنسبة 76% وشركة نتفليكس إلى 62%، بينما أصبحت شركة آبل أول شركة على الإطلاق تتجاوز قيمتها السوقية 2 تريليون دولار.
وقد أصبح الآن مجموع القيمة السوقية للشركات الأربع الكبرى، آبل وأمازون وألفا بت وفيسبوك، حوالي 5.9 تريليون دولار اي ما يقارب 20% من مؤشر أس أند بي 500 أس بي أكس، بإيرادات قياسية مسجلة بلغت 718.55 مليار دولار خلال فترة التسعة أشهر من عام 2020.
ويتفوق حالياً أداء الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة على كافة فئات الأصول الأخرى في الولايات المتحدة. ووفقاً لدراسة عن صناديق الهبات الجامعية لعام 2019 والتي قامت بها الرابطة الوطنية لمسؤولي الأعمال في الكليات والجامعات الأمريكية، فإن قطاع الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة كان الأفضل أداء في محفظة استثمارات الهبات الجامعية بمتوسط عائد سنوي بلغ 13.4% خلال السنوات العشر الماضية، وهو أفضل من متوسط أداء الأسهم الأميركية الذي بلغ 8.2%.

المخاطر الاستثمارية
طالما اعتبر الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة محفوفاً بالمخاطر، حتى يعتقد البعض أن ما يقرب من 90% من تلك الشركات ينتهي بها الأمر إلى الإفلاس. ومع ذلك فإنه وفقا للتقرير الصادر عن كامبريدج أسوشيتس بعنوان "الاستثمار في الشركات الناشئة يحدث نقلة استباقية في مجال الاستثمار عبر الأجيال" فقد أظهرت الدراسات أن نسبة خسارة هذه الشركات كانت 50% في التسعينات والتي انخفضت إلى حوالي 20% خلال العقدين الماضيين.
فمن المهم إدراك المستثمرين إلى التغيرات التي شهدتها إدارة مخاطر الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة، حيث إن الوضع اليوم يختلف تماما عما كان عليه قبل عشرين عاماً.
ويتضمن إحاطة المستثمرين بمستشارين متخصصين ومراكز حاضنات الأعمال بالإضافة إلى تخصيص رأس مال للاستثمار في الجولات اللاحقة لزيادة رأسمال الشركات الناجحة. وقد أدى ذلك إلى تقليل معدلات خسائر انخفاض القيمة وخسارة رأس المال في الشركات المستثمر بها.

جمع رؤوس الأموال
وعلى الرغم من القلق وعدم اليقين بسبب جائحة كورونا، استمر نشاط جمع رؤوس الأموال في الولايات المتحدة في عام 2020 قوياً حيث كان الأعلى خلال العقد الماضي. وقد بلغ إجمالي المبلغ الذي تم جمعه في عام 2020 حوالي 73.6 مليار دولار، وهو أعلى من الرقم القياسي السابق في عام 2018 والذي بلغ 68.1 مليار دولار . ومن العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذه الزيادة التحولات في ديناميكيات الصناعة، والمعدلات السريعة في تبني التكنولوجيا، ودور التكنولوجيا في تعزيز الحياة أثناء الوباء، بالإضافة إلى توافر سوق اكتتاب عام قوي. فقد طرحت الشركات التي تستثمر في الشركات الناشئة والمبتكرة 44 صندوقاً ضخماً في العام 2020، برأسمال يفوق 500 مليون دولار لكل صندوق، أي ما يقرب من ضعف عدد الصناديق الـ 24 التي تم طرحها خلال عام 2019.

زيادة سيولة التخارجات
تجاوز سوق السيولة لقطاع الشركات الناشئة والمبتكرة في الولايات المتحدة في عام 2020 التوقعات، حيث شهد عدد من أكبر الاكتتابات العامة للتكنولوجيا على الإطلاق. وقد كان أحد بواعث القلق الرئيسية بشأن استمرارية الجائحة هو تأثيرها على عمليات التخارج من الشركات الناشئة والمبتكرة. فلم تستمر عمليات التخارج البارزة في عام 2020 فحسب وإنما زادت أيضاً من قيمة السيولة إلى مستويات جديدة. وقد بلغ إجمالي التخارجات في عام 2020 ما قيمته 290.1 مليار دولار ، متجاوزة بذلك القيمة الإجمالية لعام 2019 والذي شهد عدد التخارجات ذاته (حوالي 1101 تخارج). وقد جمعت كل واحدة منها أكثر من 3 مليارات دولار مع قيمة سوقية تتراوح بين 55 مليار دولار و100 مليار دولار . وقد كان أكبر استحواذ مدعوم من مستثمرين في الشركات الناشئة هو شراء شركة Intuit لشركة Credit Karma مقابل 7.1 مليار دولار .
ويأتي السعي لسبل استثمار جديدة في الوقت الذي يبحث فيه المستثمرون في منطقة الخليج العربي إلى الاستثمار في فئات أصول بديلة، مثل الشركات الناشئة والمبتكرة، لتنويع محافظهم الاستثمارية وتحقيق عوائد تتجاوز الاستثمار في العقار والدخل الثابت والأسهم المدرجة. حيث يتجه الأفراد ذوو الملاءة المالية والشركات العائلية إلى الاستثمار في شركات التكنولوجيا الدولية أسوة بصناديق الثروات السيادية.
آخر الأخبار