"كان" يستعيد ألقه المعتاد احتفالاً ببلوغه الخامسة والسبعين

تحـرر مهرجـان كان السينمائي الدولي من جميع قيود "كورونا"، واستعاد الألق المعتاد في تنظيم نسخته المميزة الخامسة والسبعين مع نخبة مختارة من مشاهير هوليوود الكبار وفناني أوروبا والهند الذين لفتوا الأنظار إليهم على البساط الأحمر إلى جانب من فازوا في السابق بجائزة السعفة الذهبية، والمتنافسين على الجوائز في الدورة الحالية، التي تمثل عودة رائعة رغم الصراع في أوكرانيا الذي يلقي بظلاله على الاحتفالات.
شهد حفل الافتتاح خطاباً مفاجئاً عبر الفيديو ألقاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، توجّه خلاله إلى الحضور قائلاً: "في النهاية، ستزول الكراهية ويموت الطغاة".
وأشار زيلينسكي، إلى قوة السينما خلال الحرب العالمية الثانية، بما فيها فيلم الممثل الإنكليزي الكوميدي شارلي شابلن "الديكتاتور العظيم"، الذي كان بمثابة هجاء ساخر لزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر.
وأضاف: "نحتاج إلى شابلن جديد ليثبت اليوم أن السينما ليست صامتة".
وتابع: "هل ستبقى السينما صامتة أم سترفع الصوت؟ هل يمكـن أن تبقـى السينـما خـارج كــل مـا يحــدث؟ سنــواصـــل القتـال وليـس لـدينا خيــار آخـر. أنا مقتنع بأن (الديكتاتور) سيهزم".
ووجد خطاب الرئيس الأوكراني ترحيباً حاراً من الحضور الحاشد في قصر المهرجانات بجنوب فرنسا.
وافتتح مهرجان كان السينمائي الدولي أعمال دورته الجديدة، حيث غص بنجوم السينما ورواد المهرجانات والزوار، ما أعاد الصخب والسحر إلى المدينة المطلة على البحر المتوسط.
وقال رئيس لجنة تحكيم المهرجان فينسنت ليندون في مؤتمر صحافي كبير: "أشعر بسعادة غامرة"، وكان يتوسط أعضاء لجنة التحكيم ممثلون ومخرجون، من بينهم ريبيكا هول ونعومي رابيس وديبيكا بادكون وجيف نيكولز وأصغر فرهادي.
وقال عضو لجنة التحكيم المخرج الدنماركي النرويجي يواخيم ترير: "لا تصدق الضجيج، الناس يقولون إنها تحتضر. لا أصدق ذلك لثانية واحدة"، مشيراً إلى السينما، باعتبارها "شكلاً فنياً متألقاً وتقدمياً ورائعاً".
وافتُتح المهرجان بعرض فيلم الزومبي "فاينال كات" للمخرج ميشيل هازانافيسيوس، الذي قام بتغيير اسم الفيلم من "زد لايك زد" ليتخلص من ارتباط حرف "زد" حاليا بالحرب في أوكرانيا، وسيعرض أيضاً أعمالاً كبيرة مثل "توب جان: مافريك" لنجم هوليوود توم كروز، الذي يشارك في المهرجان للمرة الأولى منذ 30 عاماً، و"إلفيس" عن سيرة المغني الأميركي الراحل إلفيس بريسلي من إخراج باز لورمان.
ونال الممثل والمنتج والمخرج الأميركي فورست ويتكر، السعفة الذهبية الفخرية عن إنجازاته مدى الحياة، بينما تعرض شركته للإنتاج فيلماً وثائقياً بعنوان "فور ذا سيك أوف بيس" عن الحرب في جنوب السودان.
ومع إلقاء الحرب في أوكرانيا بظلالها على المهرجان، هيمن الحديث عن دور السينما في أوقات العنف على المناقشات، وقالت عضو لجنة التحكيم رابيس: "أود القول إن الأفلام أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، هناك الكثير من المراهقين والأطفال في روسيا، يستنكرون اليوم ما يحدث مثلنا، لذلك أعتقد أن الأفلام يمكن أن تسافر وتتواصل".
ويقام أكبر مهرجان سينمائي في العالم بين 17 و28 مايو، ويعود إلى جدول أعماله التقليدي بعد اضطرابات جائحة "كورونا" على مدى عامين، ما يثير آمال القائمين على صناعة السينما بأنه سيؤذن بعودة الجماهير إلى دور العرض.
وقال تيري فريمو مدير المهرجان "من التقليدي أن يكون لدينا أصدقاء أميركيون، دعونا لا ننسى أن مهرجان كان أقيم في عامي 1939 و1946 بشكل مشترك من قبل فرنسا وهوليوود".
ورغم غياب الصين، سيكون لقارة آسيا ظهور قوي في المهرجان بتنافس أفلام للمخرج الكوري الجنوبي بارك تشان - ووك والياباني هيروكازو كوريدا، إضافة إلى إطلاق لي جونغ جاي بطل مسلسل "لعبة الحبار" فيلمه الجديد "هانت".
ومنع المهرجان روسيا من المشاركة، لكنه سيعرض فيلم "زوجة تشايكوفسكي" للمخرج الروسي المنفي كيريل سيريبرينيكوف، الذي له رأي واضح بشأن الحرب.
ويعرض فيلم "ماريوبوليس 2" للمخرج الليتواني مانتاس كفيدارافيسيوس الذي قتل في مدينة ماريوبول الأوكرانية، التي تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات الروسية، أثناء عمله على الفيلم قبل شهر تقريبا، وستقدم الفيلم عند عرضه خطيبته هانا بيلوبروفا التي استكملته بعد مقتله.
وقال فريمو، الذي لاحقه الإعلام بأسئلة كثيرة في المؤتمر الصحافي حول موقف المهرجان من الحرب، "سيكون تركيزنا منصبا على الأفلام، إلا أننا لن نتوقف أبدا عن التفكير في ما يحدث في أوكرانيا أيضا".