كتابات نقدية ... وثائق فنية

اعتنت الكويت عناية ملحوظة بالثقافة والفن، والتفتت الى المسرح التفاتاً مبكراً بالنسبة الى منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، اذ نشأ النشاط المسرحي في الكويت في أحضان المدرسة، وهنا تكفينا الاشارة الى محاورة "الاصلاحية " كتبها عبد العزيز الرشيد ، ومسرحية "اسلام عمر" 1938 التي أداها الطلبة ، والتي تؤرخ لبداية الحركة المسرحية في الكويت.
وتتجلى عناية الدولة ورعايتها للمسرح، ودوره في الحياة الاجتماعية، من خلال استضافة دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل الأستاذ زكي طليمات ( 1894-1982). في الفترة من يناير- مارس 1958، اذا ختم زيارته بتقرير مهم جداً كان خارطة الطريق للحركة الثقافية والفكرية والأدبية والفنية والسرحية في الكويت، وقد قدم طليمات تقريره إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله – عندما كان يتولى إدارة دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل آنذاك.
وقد آثرت " الفنون" إعادة نشر هذا التقرير في عددها 180،الصادر حديثا وذلك من أجل اعادة قراءته والوقوف على ما تم انجازه وتقييمه، ووضع تقرير جديد يلائم التطورات القائمة في الثقافة في فضاء أكبر يضمن التطور والتجديد بما يحقق رسالة الفن وغايته في المجتمع.
يضم الكتاب مجموعة من المقالات النقدية والصحافية التي تسجل بداية النقد المسرحي، والكتابة عن المسرح في الصحافة المحلية، فأول مقال نثبته هنا لقاسم مشاري الذي نشره في مجلة "البعثة "في العام 1948 عن المسارح الشعبية، تطرق فيه الى أهمية المسرح في حل المشكلات الاجتماعية، عبر تنوعه في الحضور، المسرح الحر، ومسرح الشارع، ومسرح الشعب، اذ يسعى المسرح في كل هذه التنويعات الى حل المشكلات عبر الفن، وتشريح المشكلة وتقديم الحل لها.