الجمعة 27 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

كرّموا الأحياء!

Time
الخميس 17 نوفمبر 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

في الحديث الصحيح يقول الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وسلم): "اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث، صدقة جارية، او علم ينتفع به، او ولد صالح يدعو له".
رحل الاعلامي الكبير محمد السنعوسي، رحمه الله، فوضعوا صورته على اكبر مباني العاصمة، وتسابقت الاقلام والصحف الى نعيه والكتابة، والحديث عنه بما هو اهل له، لكن لم يطرح لا مسؤول في الدولة، ولا صاحب قلم، ولا شخصية معروفة، ولا صاحب قرار السؤال: اين كل هذا حين كان غفر الله له على قيد الحياة؟ ألم يكن بالامس القريب حيا يعيش بيننا، ولم نعطه حقه، ولم نستفد من خبراته، حتى ان الجيل الجديد لا يكاد يعرفه؟
فاذا كانت انجازاته كثيرة وعطاءاته كبيرة لصالح الوطن، فلماذا لم يكرم طوال هذه المدة على مستوى الدولة، وقد رحل بعد ثمانين عاما، عاشها بيننا، لم نستفد من خبراته، ولم تشعره الدولة، ولا المؤسسات المجتمعية بمكانته؟
هذا ما جبلنا عليه، لا نتذكر ابناء وطننا الا بعد رحيلهم، نمدح المتوفى باسراف شديد، ولا نقول كلمة حق واحدة بحقه وهو على قيد الحياة، بل اكثر من ذلك، نحاربه في رزقه، ونقف ضده، ونحاول طمس انجازاته، وليس السنعوسي، رحمه الله، هو الوحيد الذي تذكرناه بعد رحيله بل كثيرين غيره.
لن تنفع السنعوسي، رحمه الله، في قبره صورته التي وضعت على اعلى مباني العاصمة، فهو بحاجة الى الدعاء الصادق، وكم كان سيفرح ويشعر بالسعادة لو رأى تلك الصورة في ذلك المكان، وهو حيَ يرزق، اما الان فقد فارق الحياة كلها، وافضى الى الواحد الاحد ولن ينفعه التكريم.
نقول لاصحاب القرار: كرموا الاحياء من المبدعين واصحاب العطاءات والاسهامات البارزة، وحسسوهم بقيمة ما قدموه لصالح الوطن، ليعلموا ان جهدهم مقدر، وعطاءهم مشكور، فالتقدير والتكريم من حق الاحياء، والدعاء من حق الاموات، وكم مبدع بيننا يطويه ظلال النسيان ولا يصبح بطلا الا بعد أن يموت... زين؟
آخر الأخبار