كرِّموا هؤلاء!

طلال السعيد

معالي وزير الداخلية يكرم ضابطا في المرور لانه قال لشيخ لا، وبالمناسبة نبشر شيوخنا ابناء الاسرة الحاكمة بعد هذا التكريم بألف لا...ولا سوف يسمعونها، بسبب او من دون سبب، بحثا عن تكريم اخر قد تكون معه ترقية استثنائية!
السؤال المهم: ما الذي استفدناه نحن السواد الأعظم من المواطنين من هذا التكريم الذي نعلم علم اليقين ان وراءه ما وراءه؟
نحن نتمنى ان يكرم من يتفانى في خدمة المواطنين في الأماكن التي لها احتكاك مباشر مع الجمهور، بعد ان اصبح المواطن البسيط يطرد ويحرم من ابسط حقوقه، وتغلق الأبواب بوجهه، على سبيل المثال لا الحصر، ان راجع أقسام المرور قالوا له الـ"سيستم "عطلان راجعنا غدا، وان راجع ادارة خدمة المواطن وجدها تعمل كل شيء الا خدمة المواطن، وان راجع تنفيذ الاحكام وجد العجب العجاب في سرعة التنفيذ، وبطء في رفع الإجراءات، وان راجع التحقيق لم يجد المحقق، وفي المخافر يلقون القبض على المواطن، وبعد البهدلة يعتذرون له، فهو ليس الشخص المطلوب، مثل ما حصل مع الاعلامي ماضي الخميس، الا ان ماضي سمع صوته، وغيره الاف لم تسمع اصواتهم!
هذا قليل من كثير، فالمواطن عندهم مدان حتى لو ثبتت براءته، ناهيك بالتشهير، وتسريب أسرار الناس، حتى وصل الامر الى تصوير دفتر الأحوال، وتصوير حتى الأوامر السرية وتسريبها، والشواهد كثيرة، ونحن هنا لا نعمم، فالخير موجود، ولا يزال هناك من يخاف الله بالناس، وهم بالفعل من نتمنى تكريمهم بعد أن اصبحوا عملة نادرة في وسط زحام الذين "ما لهم خلق"، والمتذمرين ومن سار في فلكهم، فكرموا هؤلاء قبل ان ينقرضوا...زين.