طلال السعيدحديث الناس عن التزوير والتلاعب في ملفات الجنسية والمزورين، وضرورة التحرك لكشف المزورين، وإعادة فتح الملفات من جديد، وسحب الجناسي من غير المستحقين، التي منحت بالتزوير او الرشوة، او اوراق ثبوتية غير صحيحة، او اولئك الذين سجلوا في ملفات جنسياتهم ابناء ليسوا ابناءهم في فترة من الفترات، فأصبحوا اليوم يشكلون اصولا لفروع كثيرة، لدرجة ان البعض يقول إن عدد المزورين وصل الى 400 الف، ولست متأكدا من صحة الرقم، وما اذا كان مبالغا فيه، لكن هذا رقم مرعب ويحتاج الى وقفة طويلة!نحن نقدر الدعوة الى كشف المزورين، لكن هل جهاز مباحث الجنسية بتركيبته الحالية وصلاحياته المحدودة قادر على ان يتعامل مع هذا العدد الهائل من المزورين؟اذا امعنا النظر في منسوبي هذا الجهاز وجدنا ان عددهم قليل، وهناك افراد وضباط صف نقلتهم الواسطة الى هذا الجهاز، وضباط ابعدوا من مراكز كانوا يشغلونها الى مباحث الجنسية، وليس هناك شخص واحد من منسوبي هذا الجهاز خبير بمعرفة الاصول والفروع والقبائل الكويتية، مثل صالح الفضالة في لجنة "البدون"، وعليه فان الجهاز الحالي لمباحث الجنسية، بتركيبته وصلاحياته الحالية، ليس مؤهلا لهذه المهمة الصعبة نهائيا، وإن استطاع ان يلاحق حاملات المادة الثامنة اللائي ثبتت إساءتهن للجنسية الكويتية بعد ان استلمنها، او اللائي طردن ازواجهن من بيوتهم، وتنمرن عليهم بعد استلامهن للجنسية. وللعلم هذه المهمة فشل فيها الجهاز فشلا ذريعا لدرجة جعلت المادة الثامنة محصنة مثل الاولى، فكيف يتصدى لموضوع اكبر واخطر واصعب واهم؟واذا كان الجماعة جادون في كشف التزوير والمزورين، واعادة الاعتبار الى الجنسية الكويتية بعد تحصينها، فالطريق مختلف تماما، وليس عن طريق مباحث الجنسية بشكله وصلاحياته الحالية، بل لا بد من إنشاء الهيئة العامة للجنسية، وإعادة تفعيل لجان التحقيق فيها، والرجوع الى توصيات اللجان السابقة، التي تجاوزها البعض لاهداف انتخابية، فعدل الجنسية من ثانية الى اولى، ونسف توصيات تلك اللجان، مع الاسف الشديد.تلك مهمة تحتاج الى كل صادق امين يخاف الله في نفسه، ثم بلده، ولا يجامل على حساب الوطن، او يخاف بالحق لومة لائم، وما اكثرهم من ابناء هذا البلد المخلصين، اذا اتسعت دائرة المشاورات، اما والوضع على ما هو عليه فلا طبنا ولاغدا الشر، وبشر المزورين بطول السلامة...زين.
[email protected]