كفاءات معطلة!

طلال السعيد

تزخر دولة الكويت بالعقليات الفذة، والرجال العظماء أصحاب الخبرة والكفاءة، والعطاء في كل المجالات، وعُرف عنهم حبهم لبلدهم وتفانيهم في خدمته، بعيدا عن المصالح الشخصية، إلا أنهم، وللاسف الشديد، مهمشون لا يستشارون، ولا يؤخذ برأيهم خصوصا في الامور المفصلية، مثل تشكيل الحكومة في هذا الوقت العصيب، الذي يحتاج الى رجال سياسة واقتصاد، يشكلون في ما بينهم حكومة إنقاذ وطني، ضمن مفهوم التضامن الوزاري.
لا اريد التوسع في سرد أسماء مهمة يعرفها أصحاب القرار، كما نعرفها نحن، الا انهم لا يهتمون لسماع وجهات نظرهم، أو الاخذ برأيهم، عملا بالقول المشهور" ما ندم من استشار"، وعلى سبيل المثال لا الحصر عبدالوهاب الوزان صاحب الخبرة الاقتصادية الطويلة، والتاريخ السياسي الحافل بالعطاء، وفي الجانب الاخر عبدالله بشارة السياسي المخضرم، وصاحب الباع الطويل في السياسة الخارجية، الذي عاصر الاستقلال، وما صاحبه من مشكلات، وعاصر احتلال وتحرير الكويت بكل تفاصيله، ولا يزال قوياً قادراً على العطاء، ادام الله عليه نعمته، وغيرهما من الشخصيات التي كانت لها بصمات في الحياة السياسية والاقتصادية في الكويت، لكنهم، للاسف، لا يستدعون ولا يستشارون ولا يسمع منهم احد ولا يؤخذ برأيهم.
مثل هذه الكفاءات تبقى معطلة، ولا تشملها دائرة المشاورات الضيقة جدا، والتي تخرج منها حكومة يراد لها ان تحلق، لكن بجناح واحد، والنتيجة فشل سياسي خلال اربعين يوما فقط، فإلى متى يستمر الوضع على ما هو عليه؟
ففي الوقت الذي نحتاج فيه الى التكاتف والتعاضد للخروج بالبلاد والعباد من ازمات متوقعة نجد أن هناك انفرادا في اتخاذ القرار، وصداما يجهز له ستكون عاقبته "عدم تعاون"... زين.

[email protected]