طلال السعيدكان كفار قريش قبل الاسلام يصنعون الاصنام من الحجر، فاذا وجدوا حجرا خيرا من الحجر الذي بين ايديهم رموه وصنعوا صنما اخر من الحجر الجديد ليعبدوه، حتى بلغ فيهم الامر ليصنعوا اصناما من التمر، فاذا جاع احدهم اكل صنمه الذي يعبده!تذكرت ذلك وانا اقرأ تحذيرات اهل المعارضة من المساس بأحد رموزهم، مع تحميل الحكومة مسؤولية اطاحته، لكن لا يستبعد انهم اذا اختلفوا معه كلهم، أو بعضهم، اطاحوه ليبحثوا عن رمز اخر يهدون إليه الهالة التي يحيطونه بها، فيتوهم بعض المغرر بهم أن هذا الذي بيده الخلاص. التجارب السابقة تقول إن خلف القضبان من المغرر بهم كثير تركوهم يعانون الامرين، بينما اقاربهم من الدرجة الاولى يستجمون في اوروبا، والبعض يصور لهم ان اقتحام المجلس عمل بطولي لا يقوم به الا الابطال، ولم يوضح للجماهير: لماذا لم يكن بطلا ويشارك في الاقتحام، بل اكثر من ذلك، سارع الى الانكار حين تم التحقيق معه!
ما يجب أن تعرفه الحكومة أن هؤلاء نجحوا في شحن الشارع السياسي، واصبح لهم مؤيدون واتباع، ليس لانهم على حق، أو أن حجتهم قوية، لكن بسبب أن الحكومة اخلت الساحة لهم فلم يعد يسمع إلا صوتهم فقط، حتى لو كان هناك صوت عقل ينطلق هنا او هناك فلم يعد مسموعا وسط تلك الضوضاء!أكبر خطأ ارتكبته الحكومة انها قطعت صلتها بالشارع السياسي، وتركت الساحة فاضية لأهل المعارضة الذين يبحثون عن امجاد شخصية، وتكسب رخيص، وهذا بالفعل هو الذي حدث، فالحكومة ليست لها قواعد شعبية تستنفرها لدعمها، ووزراء التصريف، باستثناء وزير واحد، كلهم ليس لهم قواعد شعبية يدعمون الحكومة بها، فالثقل الاجتماعي ليس له مكان في الاختيار، فهل تعي ذلك الحكومة القادمة ذلك، وإلاّ فالصدام واقع، والمواطن البسيط هو الذي سوف يدفع الثمن... زين.
[email protected]