طلال السعيدأحد الوزراء المتحفظ على اعادة توزيرهم من قبل بعض اعضاء المجلس، بل يكاد يكون سببا للازمة السابقة التي أدت الى استقالة حكومة الاربعين يوما، هذا الوزير المتقلب يقود حاليا مفاوضات يسميها "مفاوضات المصالحة الوطنية"، يتم على اساسها الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة! هذا الوزير كان مرفوضا وجوده في الوزارة الجديدة، لكن الذي جعله مقبولا حاليا كمفاوض انه يحمل من التنازلات ما لا تحلم به مجموعة الـ 16 وللعلم الرقم 16 باللهجة الكويتية غير مريح فياليتهم كانوا 15 أو 17!يتحدث الوزير عن المصالحة الوطنية، ويصفها باوصاف انشائية تلفت النظر، ولم يبق إلا أن يتغنى فيها، ولم يتفضل ويبين لنا كيف تكون مصالحة وطنية والوطن منها براء، فقد تكون تفاهمات سياسية، او اتفاقات مستقبلية، او توافقا سياسيا، انما حين تكون مصالحة وطنية فانها تكون بين فريقين متكافئين يقودان بلد، أما والحال على ما هي عليه فيكفينا صدور مرسوم اميري بحل المجلس، والدعوة الى انتخابات جديدة، لتعود الامور الى نصابها الصحيح!أما حين يسمي نهاية التصعيد مصالحة وطنية فتلك كارثة، او لعله يعني أن عودته الى الوزارة كوزير ضرورة بعد أن ينجح برفع التحفظ النيابي على اعادة تعيينه مصالحة وطنية فله الحق. الأمر الآخر المهم لم يبين لنا معاليه كم تبلغ كلفة المصالحة الوطنية التي يعمل على تحقيقها حاليا، لنعرف فقط اين نقف، والكلفة هنا لن تكون مادية فقط، فالكلفة السياسية أكبر بكثير، والذي يدفع ثمنها هو المخلص من المواطنين الذي وقف في وجه الطوفان، وتصدى لـ "الربيع العربي" ومخرجاته، والذي بدأ الآن يطرق الابواب ليسميه الوزير اياه وصحبه الكرام مصالحة وطنية، الا هل بلغت اللهم فاشهد... زين.
[email protected]