كلنا سواسية

طلال السعيد

في بلدنا الكويت فقط من بين بلدان العالم يتساوى المواطن المخلص مع غيره من الذين تدور حولهم الشبهات ،بل واضح جدا ان غير المخلص أغلى ثمناعند حكومتنا من المخلص .
بالأمس القريب كان أحدهم يبشر بقدوم الربيع العربي للكويت وبأن التغيير آت ،وهو يقصد سقوط نظام الحكم ،ثم يتم استدعاؤه ويتم تحذيره الاّ انه يستمر في نهجه ويستمر بالتصعيد ضاربا بالتحذيرات عرض الحائط ،كأنه لم يسمعها، حتى سحبت جنسيته فعرف معنى العين الحمراء ،وانزوى في بيته وخمد وخمدت الفتنة معه ولَم يعد يحرك ساكنا ،ولكنه كالنار التي تحت الرماد .ثم فجأة أعيدت له جنسيته وبسرعة أعيد تعيينه بوظيفته السابقة براتب يزيد على 3500دينار مع جميع الميزات ،وكأنما هو يكافأ على أعماله التي عملها ضد مصالح الوطن العليا ،والمخلصون ابناء المخلصين احفاد المخلصين يقفون في طابور طويل امام ديوان الخدمة بانتظار التعيين بثلث راتب المجنس الذي سحبت جنسيته لمصلحة الوطن العليا ،ثم أعيدت لمصلحة الحزب!!والسؤال للحكومة الرشيدة :بماذا نفعتنا وطنيتنا اذا كنّا لانجد وظائف لأبنائنا بينما هذا وامثاله تنتظرهم وظائفهم منذ سحب جنسياتهم حتى إعادتها ؟والله يعلم ربما تدفع لهم رواتب فترة السحب بأثر رجعي كمكافأة مستحقة لهم ،بينما نحن ووطنيتنا نطرد من مكاتب السادة المسؤولين لأن ذنبنا اكبر من ذنبهم ،فنحن لسنا مجنسين ولانتبع حزبا ولا نتعاطف مع الربيع المشؤوم ، ونحب الوطن ونعمل من اجله ونخلص له، فأي جريمة بعد هذه الجريمة ؟فنحن نحمل فكرا غير مقبول بينما مثل هذا المجنس أعيد لوظيفته ليربي الأجيال على فكره الضال الذي كادت الكويت ان تضيع بسببه، فمالذي تنتظره الحكومة من جيل يربيه هذا وامثاله ويسمم افكارهم، فقد ثبت بالدليل القاطع ولاؤهم لجهات خارجية ،ولَم تكن الكويت بالنسبة لهم سوى محطة ينتظرون الربيع العربي فيها ،والحمدلله الذي خيبهم وخيب أملهم ،فلم يصل ولن يصل ربيعهم المشؤوم ابدا بإذن الله ،واتحدى اطول شنب بالحكومة ان يبعد هذا المجنس الذي عليه اكثر من علامة استفهام من هذا المركز الحساس ،بل قريبا سوف نراه نجما في تلفزيوننا الرسمي ،يلقي علينا المحاضرات ويجمع التبرعات،ولا نستبعد ان يعلمنا هو نفسه كيف نحب وطننا ونخلص له..زين.