الأولى
/
منوعات
كلية اصطناعية تنهي معاناة غسل الكلى والبحث عن متبرعين
الأربعاء 15 سبتمبر 2021
5
السياسة
نجح فريق طبي أميركي يقوده البروفيسور شوفو روي الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، وويليام فيسيل أستاذ الطب في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت- في دمج الجزءين الأساسيين من "مشروع الكلى" الاصطناعية اللذين كانا يعملان عليه كل على حدة، وهما "مرشح الدم" و"المفاعل الحيوي"، لصنع كلية حيوية بحجم الهاتف الخليوي الصغير، لينتقلوا بعدها إلى الخطوة التالية وهي التقييم السريري.وحصل الفريق على جائزة مؤسسة "كيدني" بهذا الاختراق العلمي والتقني الكبير في مجال معالجة أمراض الكلى وهو الأمر الذي ينهي عهدا طويلا من معاناة ملايين المرضى من الغسيل الكلوي والانتظار المضني لقوائم المتبرعين بالكلى.وورد في تقرير أصدرته جامعة "كاليفورنيا" أن "فريق العمل قد اختبر بنجاح أهم مكونين من الكلية الاصطناعية الحيوية، وهما "مرشح الدم" الذي يزيل الفضلات والسموم من الدم، و"المفاعل الحيوي" الذي يكرر وظائف الكلى الأخرى، ثم دمج العلماء الوحدتين معا لإنتاج نسخة مصغرة من الكلية الاصطناعية، واختبروا أداء الكلية. وعملت الوحدتان معا بتناغم تام بدعم من ضغط الدم وحده دون الحاجة إلى تسييل الدم كما يجري في عمليات الغسيل، أو الأدوية المساعدة المثبطة للمناعة التي يأخذها عادة مرضى الفشل الكلوي عند إجراء عمليات الغسيل، وهو ما شكل نجاحا كبيرا للمشروع.وقال البروفيسور شوفو روي "الكلية تعد بمستقبل أفضل بكثير لملايين المرضى المصابين بالفشل الكلوي في جميع أنحاء العالم، وأستطيع القول إن عهد غسيل الكلى قد انتهى للأبد".ويؤدي الفشل الكلوي المزمن إلى فقدان وظائف الكلى بشكل تدريجي وخطير، ويجب على معظم مرضى الفشل الكلوي زيارة عيادات غسيل الكلى مرات عدة كل أسبوع لتصفية الدم، وهي عملية مؤلمة تستغرق وقتا طويلا ومحفوفة بالمخاطر.ويعاني أكثر من 850 مليون شخص في العالم من نوع ما من أمراض الكلى، وهو ما يقرب من ضعف عدد الذين يعانون من مرض السكري وأكثر من 20 ضعفا من مرضى السرطان.وذكرت دراسة حديثة أن نسبة انتشار مرض الكلى المزمن في جميع أنحاء العالم تبلغ 10.4في المئة بين الرجال و11.8في المئة بين النساء، ويعاني 13.3 مليون إنسان في العالم من القصور الكلوي الحاد، الذي يتطور عادة إلى مرض كلوي مزمن أو فشل كلوي في المستقبل. وتبلغ الكلفة المالية السنوية لكل مريض يحتاج إلى غسيل الكلى أكثر من 88 ألف دولار في الولايات المتحدة الأميركية، وتصل لنحو 59 ألف دولار في ألمانيا، و83 ألف دولار في فرنسا.وهناك أقلية من المرضى تعيش مع الكلية المزروعة، التي حصلوا عليها من أقربائهم، أو انتظروها طويلا في قوائم المتبرعين، لكن حتى هؤلاء المرضى يجب أن يتعاملوا طوال حياتهم مع الأدوية المثبطة للمناعة التي يمكن أن يكون لها آثار جانبية خطيرة ولكن "مع الكلية الاصطناعية الجديدة لم تعد هناك ضرورة لكل هذا العناء، فلا حاجة لغسيل الكلى أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة"، كما يؤكد روي.