"كورونا" الإيراني يغلق 3 محافظات وأوامر بالتزام المواطنين بيوتهم

طهران- وكالات: مع الارتفاع اليومي الكبير بعدد الاصابات بدأ يتكشف حجم الكارثة التي حاول نظام الملالي اخفائها طوال ايام من اجل دفع الايرانيين الى الانتخابات التي جرت منذ نحو اسبوعين، غير انه اضطر في ليلة الانتخابات الى اعلان جزء من الحقيقة، حتى تتوالى بعدها الارقام حول عدد الوفيات والمصابين ما جعل من ايران بؤرة تفشي اقليمية لوباء "كورونا"، ما استدعى الدول المجاورة الى اتخاذ احتياطات احترازية لمواجهة تفشي الفيروس الذي نقله مواطنو تلك الدول الى بلادهم، جراء اخفاء نظام الملالي الحقيقة. وفي جديد الاحصاءات الايرانية أعلنت وزارة الصحة امس، أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد ارتفع إلى 6566 حالة، بعد تشخيص 743 إصابة جديدة في يوم واحد، كما أكدت الوزارة أن عدد الوفيات قفز إلى 194 بعد تسجيل 49 حالة وفاة جديدة ايضا في يوم واحد، وهو أكبر عدد وفيات خلال 24 ساعة في إيران منذ الإعلان الرسمي عن الإصابات الأولى بالمرض في 19 فبراير الماضي.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، إن 2440 شخصا تماثلوا للشفاء من الفيروس في البلاد، فيما نصح "المواطنين بتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في المنازل".
كما حض جهانبور"المواطنين على عدم التنقل بين المحافظات لتجنب المزيد من نشر العدوى"، وجاء التحذير في الوقت الذي يخطط فيه الملايين من الإيرانيين للسفر إلى محافظاتهم للاحتفال بالعام الفارسي الجديد، الذي يبدأ في 21 مارس الجاري، كما بدأت الشرطة في وضع حواجز على الطرق السريعة والرئيسة في المحافظات كافة، إلا أنه لا يزال بإمكان سكان طهران مغادرتها.
وبسبب التفشي الكبير للوباء اعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ في ثلاث محافظات هي قم وجيلان ومازندران.
تجدر الاشارة الى ان ايران تعاني تفشياً كبيرا لفيروس "كورونا"، وتشهد أعلى معدلات وفاة بالمرض خارج الصين، اضافة الى ان أغلب الحالات التي تم الإعلان عنها في المنطقة كانت لأشخاص زاروا ايران أو خالطوا من عائدين منها، وأغلقت دول عدة في المنطقة حدودها مع إيران وأوقفت الرحلات الجوية. وامس أعلنت دائرة الأبحاث والتكنولوجيا بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيرانية تدشين لجنة لأبحاث فيروس"كورونا" الجديد، بهدف التوجيه المركز والهادف لتشخيص ومكافحة الفيروس، وهي مؤلفة من 18 من الباحثين والمعنيين بمجال الأبحاث والتكنولوجيا.
وكشفت دائرة الأبحاث والتكنولوجيا بوزارة الصحة عن تخصيص اعتمادات مالية لدعم الأبحاث المتعلقة بهذا الفيروس في الجامعات الواقعة في المناطق الأكثر انتشارا للفيروس، وتحظى في الوقت ذاته ببنية تحتية مادية وبشرية لإجراء الأبحاث ذات الصلة بهذا المرض.
وفي سبيل الحد من تفشي الفيروس في الدول المجاورة وجه مجلس القضاء الأعلى في العراق امس المحاكم كافة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يخالف توصيات لجنة"خلية الأزمة" الحكومية المشكلة لمواجهة تفشي فيروس"كورونا"، وكانت الخلية الحكومية أصدرت يوم الجمعة الماضي 17 قراراً للحد من انتشار الفيروس، تضمنت دعوة العراقيين المقيمين في إيران للعودة إلى البلاد حتى موعد غايته 15 مارس الجاري، وبعد ذلك سيتم اغلاق المنافذ الحدودية كافة أمام العراقيين، باستثناء مطارات: بغداد، والبصرة ، والنجف، وأربيل.
وامس أعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية اغلاق خمسة منافذ برية أمام حركة التبادل التجاري مع إيران،وهي الشلامجة والشيب وزرباطية والمنذرية ومندلي.
كما تضمنت إيقاف حركة التبادل التجاري في المنافذ البرية مع ايران والكويت اعتبارا من امس حتى 15 مارس الجاري، ويراجع القرار وفق مستجدات الإصابة ورؤية وزارة الصحة والبيئة وتقييمها،ونصت القرارات أيضا على استمرار عملية التبادل التجاري في المنافذ البحرية والجوية شريطة تقديم شهادة صحية تؤكد سلامة الطواقم والبضائع من الفيروس من الدول القادمة منها.
كما أقرت الحكومة اليمنية حظر السفر لرعاياها إلى إيران تحت أي ظرف تنفيذاً لقرار قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران في أكتوبر من عام 2015، كما شددت على عدم السفر إلى الدول المنتشر فيها فيروس "كورونا" بشكل كبير. في المقابل اعلنت الحكومة الكورية الجنوبية انها تدرس خطة لإرسال طائرة لإجلاء رعاياها من إيران هذا الأسبوع، وفي هذا الشأن تتصل السفارة الكورية الجنوبية في إيران برعاياها، الذين يعملون أو يقيمون في البلاد لتسألهم عما إذا كانوا يرغبون في أن يستقلوا الطائرة لإجلائهم إلى بلادهم، وهناك حوالي 220 مواطنا كوريا جنوبيا في إيران ومن المتوقع أن يستقل نحو مئة منهم طائرة طيران عارض للعودة إلى بلادهم، باستثناء هؤلاء الذين عادوا بالفعل.