الاثنين 16 يونيو 2025
44°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

"كورونا" رمَّم العلاقات الزوجية ومَهَّد الطريق لمشاعر الحب النبيلة

Time
السبت 27 يونيو 2020
View
5
السياسة
البارون: أزمة الفيروس أشعلت مشاعر الحب فالظروف الصعبة تخرج
أفضل ما لدى الإنسان المستقر نفسياً


سلامة: فرصة لبداية تصحيحية لأي بيت كان يُعاني من الخلافات الأسرية قبل أزمة الجائحة

الرزاز: اكتشفنا أنَّ الحبَّ بيننا موصولٌ ولكن ينقصه الاهتمام والاستماع إلى بعضنا البعض




تحقيق- ناجح بلال:


أكد مختصون في علم النفس وعلم الاجتماع أن الظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا زادت من عمق الروابط الزوجية والأسرية، وأصلحت ورممت ما اصابها نتيجة مشاغل الحياة التي أثرت كثيراً على العلاقات الزوجية والاجتماعية.
وقالوا في تحقيق أجرته "السياسة": إن من فوائد أزمة كورونا التقارب بين الزوجين وتراجع معدلات الطلاق، وإدراك الكثيرين لكم النعم التي نعيش فيها مما اتاح الفرصة لظهور المشاعر النبيلة بين الزوجين بعدما كادت تختفي وسط الهموم الحياتية المتراكمة.
وفي ما يلي التفاصيل:
بداية يقول أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر البارون: إن أزمة كورونا بالفعل عمقت واشعلت مشاعر الحب بين الأزواج بصورة أفضل مما كانت عليه قبل أزمة كورونا، لافتا الى أن الظروف الصعبة تخرج أفضل الجوانب النفسية لدى الإنسان المستقر نفسياً وعاطفياً ولهذا يجب أن تستثمر في تعميق العلاقات الأسرية من خلال شيوع جميع جوانب الحب بينهما وعلى الزوج أن يخاطب زوجته بكلام يحرك عواطف النساء مثل "يا بعد عمري" عندما تقوم بتقديم الطعام له فضلاً عن الكلمات الرقيقة التي تجذب الزوجة وهي أيضاً عليها أن تشعر زوجها بالمحبة وأنه قائد الأسرة.
وذكر د. البارون، أن المؤشرات توضح تراجع معدلات الخلافات الأسرية بين الازواج والزوجات في أزمة كورونا ولهذا لا توجد حالات طلاق ليس فقط لأن وزارة العدل كانت لا تستقبل راغبي الطلاق ولكن الظرف العام الذي تمر به الكويت والعالم أجمع زاد من تمسك الزوج بالزوجة والعكس.
ومن جانبه، يقول استاذ علم النفس الاجتماعي والاسري د. أحمد سلامة: إن فترة كورونا لها عوامل ايجابية في محيط العلاقة العاطفية بين الازواج حيث اعادت السكينة والمودة والرحمة بينهم وزادت علاقات الحب داخل البيت ولهذا قلت معدلات المشاكل الاسرية في هذه الايام الصعبة، لذا يجب أن تكون بداية تصحيحية لأي بيت كان يعاني من الخلافات الاسرية قبل أزمة كورونا.
وأوضح د. سلامة أن الزوجة بإمكانها أن تخرج زوجها من الملل من خلال إعادة ترتيب محتويات البيت وان تعطر المكان وأن تكون كثيرة الابتسامة في وجه زوجها كما على الزوج نفسه أن يتعامل برفق مع شريكة حياته وان يسمعها الكلام الرومانسي مع ضرورة أن يدخل على اسرته كل جوانب الفرفشة مع الابناء وادخال البهجة عليهم والاستمتاع بالجو الاسري.
وعن الحب في اطاره العام، يقول الخبير في علوم المكتبات د. محمد الرزاز: إن جائحة كورونا أعطتنا الكثير من الدروس حيث أمرت بالبعد الاجتماعي عن
الوالدين حيث كانت الاسر في السابق تجتمع كل أسبوع او كل شهر وكانت
تشهد الولائم العائلية.
وبين د. الرزاز أن حب الوالدين والخوف عليهما كان اكبر من الشوق اليهما فهذا الفيروس لا يرحم كبار السن وخوفنا أن نكون سبباً في اصابتهم به ولكنه حرك بداخلنا الشوق والعاطفة إلى اهالينا وادركنا مدى حبنا لهم ومدى حبهم لنا ولكن لا اعتراض على قضاء الله ونتيجة لذلك
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف هي الوسيلة الوحيدة التي تربطنا بهم وتشعل حرارة الشوق
والحنان اليهم وادركنا مدى نعمة الله بأنهم مازالوا في حياتنا.
وأشار إلى أن درس كورونا لم يتوقف عند هذا الحد بل وجدنا أن أبناءنا اصبحوا فجأة شباب ولهم فكرهم الخاص وشخصياتهم المستقلة ووجدت أن الحب بيننا موصول ولكن ينقصه الاهتمام والاستماع إلى بعضنا البعض وربما يحتاجون إلى توجيه في بعض جوانب حياتهم وأن مشاكل الحياة اشغلتنا عن فلذات اكبادنا حتى الزوجة ونسينا المشاعر البريئة والاشتياق وأصبحت حياتنا روتينية رتيبة حتى جاءت كورونا فاعادت إلينا ما فقدناه من مشاعر وحب ليس بيننا فقط، بل ومع افراد عائلاتنا وألهبت نار الاشتياق لرؤية احبابنا وأصدقائنا بل اصبحنا نفتقد
مكان العمل نفسه ولزملائنا ونسينا حالات التذمر التي كانت تصيبنا تجاه العمل والزملاء واشتقنا للأسواق والشوارع وحرية التنقل فهل نشكر الله على درس
كورونا؟
وتابع د.الرزاز أن الكل أدرك حجم النعم التي رزقنا الله بها والتي لم نع او نفهم أهميتها في حياتنا من قبل ظهور كورونا وفهمناها الان ولكن يبقى السؤال ماذا بعد كورونا؟ هل ندرك الدرس ونحمد الله على أمور حياتنا ونقدرها حق قدرها وننسى الحقد والكراهية ويصبح الحب والايمان والإخلاص هم سبيل حياتنا ونتذكر انسانيتنا وان اشغال الحياة لن تشغلنا عن افراد عائلتنا هذا ما ستجيب عنها الأيام المقبل بعد ان يأذن الله وتنقضي هذا الفترة ونرجع الى حياتنا الطبيعية املين من الله عز وجل الا نفقد عزيز لدينا وان يرحمنا وان نكون تعلمنا الدرس جيدا وندرك نعم الله علينا وان يردنا اليه والى بيته رداً جميلاً.


د. محمد الرزاز
آخر الأخبار