الصقر: التغيير سنّة كونية لا بد من مواكبتها رضاء أم قضاءكتبت ـ مروة البحراوي:احتفل الكاتب والباحث الاعلامي حمزة عليان، باطلاق وتوقيع موسوعة الأوبئة الوثائقية "كورونا.. من المهد إلى اللقاح" الصادرة عن دار ذات السلاسل، وتعد الموسوعة المرجعية الأولى من نوعها في البلاد التي ترصد وتوثق قصة كفاح الكويت مع فيروس (كوفيدـ19) وتاريخ الفيروسات والأوبئة ومستقبلها في عدد من العواصم. وقال عليان في تصريح صحافي على هامش الاحتفال إن المرجعية ذات مصداقية عالية في رصد وتوثيق دور الكويت ورحلة كفاحها ضد "كورونا" خلال عامي المواجهة والتحدي "2020 - 2021" من أرقام واحصائيات، ومتابعة لحلم اللقاح وبدء التطعيم وصولا إلى التعافي، إلى جانب إلقاء الضوء على العديد من المحطات والقرارات الهامة التي اتخذت لحماية المجتمع مثل الحظر الجزئي والكلي وتسليط الضوء على قطاع الطيران والسفر وغيره. واستهل العليان موسوعته بالحديث عن شرارة انطلاق الفكرة والاعداد لها، قائلا: منذ الشهر الأول عام 2020 وبعد انتشار الفيروس في عدد من البلدان وخروجه من مدينة ووهان الصينية، عقدنا العزم على متابعة الحدث الجلل، كانت قراءاتنا أن الفيروس سيأخذ مدى أطول من حيث التمدد والذهاب إلى أقصى نقطة تجمع بشري على الكرة الأرضية، ومن هنا استشعرنا خطورة الموضوع، وقررنا تشكيل فريق من الباحثين، ووضعنا خطة العمل وأوكلت المهام إلى مجموعة من الذين لديهم المعرفة والخبرة في البحث والرصد والكتابة وممن يملكون المؤهلات الأكاديمية الكافية.المحطة الرئيسيةوأضاف أن المحطة الرئيسية للموسوعة كانت في الكويت، وتم توزيع الباحثين على عدد من العواصم ومنها القاهرة، كندا، الكويت وبيروت، وعلى مدى سنة ونصف تقريباً عمل الفريق دون توقف، حتى اكتملت ملامح وعناصر المشروع مطلع العام الجاري 2021 بما يتناسب مع كونه عمل "موسوعي" تتوفر فيه مواصفات الموسوعات ذات الصفة الدولية.وأشار إلى أن الفصول الـ15 للموسوعة تضم تاريخ الأوبئة منذ ظهورها وتغطي مختلف جوانب وأبعاد الطواعين والجوائح، وقال: توسعنا "بوباء القرن الحادي والعشرين" وبحروب "الجيل الخامس" كما أسميناه من منظور الصراع بين الإنسان والأوبئة. ونوه بأن الكويت حظت باهتمام خاص حيث أُفرد لها فصلاً خاصاً تضمن تغطية شاملة، لما حصل من تطورات وما شهدته من أحداث على الأصعدة كافة، إذ كان الباحثون في سباق دائم مع الزمن و"كورونا"، متى يتوقفون؟ ومتى يأتي الوقت المناسب لإطلاق المشروع وخروجه من المطبعة إلى حيث يجب أن يكون في متناول الناس والقراء والمختصين؟ إلى أن جاءت ساعة الحسم وخرجت الى النور بفضل العمل الدؤوب والجهد المتواصل وسهر الليالي في الإعداد والمراجعة والتدقيق اللغوي. وأضاف انه "وسط ظروف صعبة واجهها العالم في مواجهة "كوفيد – 19" سطع نور من الأمل يشير إليه وقوف البشرية أمام عدو مشترك يجبرنا جميعاً على تناسي الفوارق العرقية والجنسية والطبقية لنقف معاً امام متغيرات جديدة، لا نملك إجابة قاطعة عليها، سوى القدرة على التفاؤل، بهذه الروح وضعنا هذه الموسوعة وبهذه الروح ننظر إلى المستقبل ونحن نرصد دفاع الجنس البشري عن بقائه في مواجهة عدو غامض وخطير". وفي الختام تمنى عليان أن تكون "موسوعة كورونا" وتاريخ الأوبئة من الأعمال المستدامة نظراً لما تحمله من توثيق علمي وكتابة تاريخية، ومرجعية موثوقة.الفيروس الغادربدوره، أشاد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت محمد جاسم الصقر بجهود القائمين على الموسوعة، مثمنا ما ورد فيها من معلومات وبيانات هامة تسطر مرحلة هامة في الكويت والعالم أجمع في ظل ظرف استثنائي خطير.وقال: "أما وقد عجز العالم عن مواجهة هذا "الفيروس الغادر" وغير المرئي بالعين المجردة، وخضع الكون لجائحة مؤلمة على كل المستويات، فيقيناً هي جائحة العبر وإعادة تجديد الحياة، لكن دعونا نعتبرها صدمة إيجابية بين قرون مضت وحياة مقبلة، لن يكون ما هو قادم فيها كما مضى، فالتغيير سنّة كونية لابد من مواكبتها رضاءً أم قضاءً".وأكد أن الجائحة دافعة للتأمل في فلسفة التملك والفقد، لتحدي الإنسان وصراعه الأزلي مع الغير، وكيف أصبح عدو نفسه بين عشية وضحاها لا يستطيع الاقتراب من أبيه أو أمه أو أخيه أو ابنه خوفا منه وعليه، فالجائحة تحثنا وتدفعنا إلى تأمل هذا السيناريو الذي لم يخطر في أحلام البشر أو في الخيال العابر، فعجز عن مواجهتها العالم لأكثر من عام كامل، بكل إمكاناته العلمية وثوراته التكنولوجية التي أذهلت العقول، وغيرت معها الحياة وكل المفاهيم التقليدية.وقال الصقر: "يقف العقل البشري اليوم أمام تحد مختلف عجز أمامه لبعض الوقت لكنه تمكن من التعايش وإيجاد الحلول عن طريق حزمة من الإجراءات وإيجاد اللقاحات، فهو القوة الكامنة التي تمكننا من العبور من الظلام إلى النور، إلى كل ما هو مشرق وجميل".

جانب من حضور الاحتفال (تصوير - بسام أبو شنب)

عليان يوقع الموسوعة للدكتور هلال الساير ومها البرجس