الجمعة 12 سبتمبر 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   الدولية

"كورونا" يفتك بالاقتصاد العالمي ويخفض الطلب على النفط

Time
الأربعاء 29 يناير 2020
السياسة
عواصم- وكالات: بدأت الاقتصاد العالمي يعاني من وعكة انتشار فيروس كورونا الجديد مع تصاعد المخاوف من رد الفعل السلبي للاسواق على الاجراءات التي تتخذها الدول والشركات الكبرى في ما يتعلق باغلاق بضع الشركات في الصين، او وقف رحلات الطيران، اذ يتوقع المحللون في مجموعة "سيتي غروب" المصرفية الأميركية تراجع وتيرة نمو الطلب على النفط بأكثر من المتوقع خلال النصف الأول من العام الحالي، رغم توقعات تعافي التجارة العالمية خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي.
وقال المحللون في تقريرهم الأسبوعي عن سوق الطاقة مع نمو الاقتصاد العالمي بمعدل 5ر2في المئة، ونمو حركة التجارة العالمية بمعدل 2ر2في المئة، فإن الطلب على النفط سيزيد بمقدار 150 ألف برميل يوميا فقط، على خلفية التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس "كورونا"، لا سيما مع توقع إذا استمر انتشار الفيروس الشهر المقبل وبلغ ذروته في أواخرأبريل وأوائل مايو المقبلين، فإن ذلك قد يؤدي إلى تكرار سيناريو تفشي مرض سارس عام 2003 الذي شهد تعافي الأسواق في أواخر أبريل من ذلك العام.
في الوقت نفسه يتوقع المحللون تعافي الطلب على النفط بقوة خلال النصف الثاني من العام الحالي إذا أطلقت الحكومة الصينية إجراءات لتحفيز الاقتصاد وتحسن الطلب الاستهلاكي.
ومن المتوقع تضرر هامش أرباح مصافي التكرير الإقليمية نتيجة كل من زيادة التصدير على المدى القريب، وزيادة فائض الطاقة الإنتاجية في قطاع التكرير بالصين، اقفلت شركة المقاهي الأميركية "ستارباكس" نصف منافذها البالغ عددها نحو أربعة آلاف في مختلف أنحاء الصين، كما أعلنت شركة "تويوتا" اليابانية للسيارات أنها ستوقف العمليات في مصانعها الصينية حتى التاسع من فبراير المقبل على الأقل.
وكانت شركة الخطوط الجوية البريطانية وشركة "لايون إير" الإندونيسية للطيران أول شركات طيران كبرى توقفان جميع رحلاتهما المباشرة إلى ومن المطارات كافة في البر الرئيسي الصيني، واعلنت شركات "آر كندا" و"يونايتيد آرلاينز" و"جتستار ايجا" أنها ألغت رحلات محددة إلى الصين.
فيما نشرت وسائل الاعلام الاميركية، امس، أن مسؤولين في البيت الأبيض اتصلوا بالمديرين التنفيذيين لشركات الطيران الأميركية وأبلغوهم أنهم يدرسون تعليق الرحلات الجوية من الصين إلى الولايات المتحدة بسبب ارتفاع عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الفيروس.
اما خارج الصين، فقد أعلنت شركة إنتاج قطع غيار السيارات الألمانية "فيباستو" الاغلاق الموقت في بافاريا بعد إصابة أربعة موظفين بالفيروس، وقالت الشركة، ومقرها ستوكدورف في منطقة شتارنبرغ، كما ابلغ الموظفين في مقر الشركة بعدم السفر داخل ألمانيا أو خارجها.
وكدليل على مدى استفحال الازمة ارتفع مؤشر"تشاينا شوجوانغ" اليومي لأسعار الجملة للخضار في الصين بنسبة 9ر4 في المئة ليصل إلى أعلى مستوياته منذ نحو اربع سنوات مسجلا 45ر195 نقطة، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الغذاء ما يضيف عنصرا جديدا إلى قائمة المخاوف والتحديات المتزايدة التي تواجهها الصين في الوقت الذي تكافح فيه السلطات لاحتواء تفشي فيروس كورونا المتحور .
ويمثل ارتفاع أسعار الخضروات ضغطا جديدا على ميزانية المستهلكين في الصين والذين تضرروا من الارتفاع القياسي لأسعار لحم الخنزير خلال الفترة الأخيرة بسبب مرض أنفلونزا الخنازير.
في الوقت نفسه فإن اتجاه المستهلكين والشركات إلى تخزين احتياجاتهم الأساسية في ظل جهود احتواء الفيروس سيزيد الضغوط التضخمية.
وقال خبير الأسواق المالية الدولية في مؤسسة"جيفريز فاينانشال غروب" شين داربي في مذكرة لعملاء الشركة إن"حدوث صدمة بسبب اضطراب سلسلة الإمداد والتموين (في الصين) قد تدفع المستهلكين والشركات إلى المبالغة في التخزين توقعا للمزيد من القيود على حركة النقل".
وبالنسبة لبنك الشعب الصيني، فإنه من المتوقع أن يتابع كأي بنك مركزي آخر أي زيادة في الأسعار نتيجة اضطراب موقت في سلسلة الإمداد والتموين، في حين أن أي زيادة مستمرة في معدل التضخم ستعقد جهوده لدعم نمو الاقتصاد.
وكان البنك المركزي قد اعلن أمس أنه سيدير عمليات"لتوفير السيولة المطلوبة في الوقت المناسب من أجل المحافظة على مستوى مقبول وكاف من السيولة في النظام المصرفي".
يذكر أن مؤشر أسعار المستهلك في الصين ارتفع خلال الشهر الماضي بنسبة 5ر4 في المئة مقارنة بمستواه في الشهر نفسه من العام السابق، وهو معدل الزيادة نفسه في نوفمبر الماضي، في المقابل تراجع مؤشر أسعار المنتجين (الجملة) خلال الشهر الماضي بنسبة 5ر0في المئة سنويا بعد تراجعه بنسبة 4ر1في المئة في نوفمبر الماضي.
في المقابل أعلنت شركة" كوتاك كوموديتى سيرفسيز" إحدى أكبر شركات تصدير القطن في الهند عزمها وقف بيع أي شحنات قطن جديدة إلى الصين بسبب المخاوف من اضطرار أكبر مشتر للقطن في العالم إلى إغلاق موانئ أو بنوك بسبب تفشي الفيروس.
ونقلت وكالة"بلومبرغ" للأنباء عن مدير الشركة الهندية فيناي كوتاك قوله:" إن الشركة ستبحث عن مشترين جدد للقطن في دول مثل بنغلاديش وإندونيسيا وتايوان وفيتنام بهدف مواجهة أي تراجع محتمل في مبيعاتها للصين".
يذكر أن الصين منتج كبير للقطن على مستوى العالم، لكنها في الوقت نفسه أكبر مستورد له في العالم، وكان مخزون القطن لديها قد تراجع خلال العام الماضي بعد الرسوم العقابية التي تم فرضها على واردات القطن من الولايات المتحدة وهي أكبر مصدر له في السوق الصينية.
آخر الأخبار