الدولية
"كورونا" ينقل عدوى المرض إلى الاقتصاد العالمي
الثلاثاء 28 يناير 2020
5
السياسة
عواصم- وكالات: لا تزال الاثار السلبية لانتشار فيروس "كورونا" الجديد ترخي بظلالها على اقتصادات عدد من الدول، فيما يثير القلق في اسواق النفط والمعادن الثقيلة، وامس وزير المالية الياباني من المخاطر التي تهدد أرباح الشركات وإنتاج المصانع بسبب الفيروس وتأثيره على الأسواق العالمية.وقال الوزير ياسوتوشي نيشيمورا في مؤتمر صحافي: "إن هناك مخاوف على الاقتصاد العالمي بسبب تأثير انتشار "كورونا" وتعطل الانتقالات والسفر داخل وخارج الصين، وإغلاق الكثير من الشركات".اضاف: "إذا استغرق التعافي من الوضع الحالي وقتا أطول، فقد يمتد الضرر إلى الإنتاج والصادرات اليابانية وأرباح الشركات عبر التأثير على الاستهلاك والإنتاج الصيني، لان الصين هي ثاني أكبر مستقبل للصادرات من اليابان".وكانت تراجعت الأسهم الأسيوية بشكل ملحوظ خلال الجلسات الماضية بسبب تفشي الفيروس، كما أثر تأجيل الاحتفالات بالسنة القمرية الجديدة في الصين على المتاجر وتجار التجزئة والفنادق اليابانية التي تعتمد على زيادة المبيعات من تدفق السياح الصينيين خلال عطلة رأس السنة.وفي السياق ذاته اعنلت كوريا الجنوبية إنها لن تدخر جهدا في مواجهة الآثار الاقتصادية المحتملة للفيروس بينما تتعهد باتخاذ إجراءات، إذا لزم الأمر، لتقليل الآثار السلبية.وقال وزير المالية هونغ نام-كي خلال اجتماع طارئ عقده مع الوزارات ذات الصلة:" نراقب عن كثب تأثير انتشار الفيروس في الصين على استهلاكها وإنتاجها، إلى جانب الاقتصاد العالمي وصادراتنا".أضاف: "في الوقت الحالي، كان له تأثير محدود على الاستهلاك المحلي والأنشطة الاقتصادية لكوريا الجنوبية، لكننا سنظل بحاجة إلى مراقبة القضية عن كثب".ووسط المخاوف المتزايدة من أن انتشار الفيروس المميت الجديد، قال: إن الحكومة ستخصص على الفور ميزانية بقيمة 8ر20 مليار وون (6ر17 مليون دولار اميركي) لتعزيز عمليات الحجر الصحي، وسوف تزيد المبلغ إذا لزم الأمر.وفيما يصارع الاقتصاد العالمي مراحل عدم اليقين، حل الفيروس المميت نذير شؤم على آفاق وتوقعات النمو العالمي، ليعمق معاناة المحللين في فك شيفرة الموعد المرجح للخروج من مخاوف الركود، اذ تقدر دراسات صندوق النقد الدولي التكلفة السنوية لانتشار فيروس الإنفلونزا بنحو نصف تريليون دولار بسبب العواقب المتعلقة بتراجع حجم إنتاجية العمل، وحالات الوفيات المرتفعة وتأثر التجارة، فكيف الامر مع "كورونا" الجديد الذي زاد من المخاوف الكبرى تعمق حالة عدم اليقين، وفرض القيود على السفر، وتراجع الطلب على الأصول الى جانب تخلص المستثمرين من الأصول الخطرة، وعلى وقع الخطر المدمر، هوت أسعار النفط 4 في المئة، بعد أن ضربت السلطات الصينية حجراً صحياً على 43 مليون مواطن في اقاليم عدة، لكن منظمة البلدان المصدرة للنفط والسعودية والإمارات طمأنت الأسواق بتأثير محدود للفيروس على أسعار الخام، وفي جلسة تداولات سوق الأسهم السعودية اول من امس هبط المؤشر 1.8في المئة بيوم واحد بسبب المخاوف، واستقرت عقود النفط الآجلة، امس، بعد تراجع على مدى الأيام الخمسة الماضية، وانخفض خام القياس العالمي "برنت" أربعة سنتات إلى 59.28 دولار للبرميل.في الشأن الاقتصادي ايضا، كبد الفيروس الصيني، أسهم أوروبا أسوأ أداء يومي في نحو أربعة أشهر في جلسة اول من أمس بفعل مخاوف تتعلق بالتأثير المحتمل لانتشار الفيروس على الشركات، بينما تعافت الأسهم ، وصعد المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة، في المقابل عمّقت الأسهم الأميركية خسائرها بتلقيها أكبر ضربة أو هبوط لمؤشرات "وول ستريت" منذ ثلاثة أشهر خلال جلسة اول من أمس، وألغت شركات طيران أوروبية رحلات إلى الصين وردت ثمن التذاكر مما ينذر بخسائر كبرى في قطاعات الطيران والسياحة والسفر، والتي تعد الصين مصدراً أساسياً للسياح فيها في مختلف دول العالم.وارتفعت تكلفة تأمين الانكشاف على الدين السيادي للصين إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف أكتوبر الماضي وسط مخاوف متصاعدة من الأثر الاقتصادي المحتمل لتفشي الفيروس.وقفزت عقود مقايضة مخاطر الائتمان الصيني لخمسة أشهر، أربع نقاط أساس عن إغلاق الجمعة الماضية لتصل إلى 41 نقطة أساس، وكانت العقود أغلقت على 30 نقطة أساس قبل أسبوع.ولا يمكن لخبراء الأسواق تحديد الأثر المتوقع للفيروس سريعاً على الاقتصاد، لكن التأثر اليومي لتداولات الأسهم والأصول المالية، يخضع لقدرات الدول في السيطرة وعلى نطاق تفشي الفيروس.في الشأن ذاته، قد يؤثر انتشار فيروس"كورونا" على الخطط الإنتاجية لعملاق التكنولوجيا الأميركي"آبل"، وبخاصة تلك المتعلقة بموعد إنتاج هواتف متوسطة التكلفة، اذ رغم أن "آبل" تجمع هواتفها في معملين بالصين يبعدان أكثر من 500 كيلومتر عن ووهان، معقل انتشار الفيروس، إلا أن هناك احتمالا في انتشار الفيروس ليصيب المقاطعتين اللتين يوجد فيهما المعملين، وقال المحلل باتريك مورهيد: "لا أستطيع أن أتخيل سيناريو لا تتأثر فيه سلاسل الإنتاج الحالية لشركة "آبل" التي لديها نحو 10 آلاف موظف في الصين".