"كوستروما" الروسية تستعيد عراقة المسرح العالمي

كتب ـ مفرح حجاب:

استعادت فرقة «كوستروما" الروسية عظمة وعراقة المسرح العالمي، من متحف الأزياء الأسطوري لمعظم العروض المسرحية لأهم كتاب المسرح في العالم مثل شكسبير، تشيخوف، موليير، بريخت، بيكيت، وغيرهم، من خلال مجموعة من اللوحات أبرزت فيها أهم جماليات المسرح بكل أوصافه ومفرداته، لتقدم ليلة فريدة واستثنائية لن ينساها جمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا، الذي حرص على التواجد بكثافة واستمتع بلوحات مميزة تحمل فخامة الطابع العالمي بحضور عدد من المسؤولين منهم الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د.بدر الدويش ومجموعة كبيرة من السفراء المعتمدين في الكويت، فضلا عن الجمهور المحب لهذه النوعية الفريدة من الفنون، الذي ملأ قاعة المسرح عن آخرها.
هذا العرض شكلت من خلاله هذه الفرقة مجموعة كبيرة من الأفكار، معتمدة على متحف الأزياء الذي لديها، حيث تملك مجموعة لا يستهان بها من الأزياء لمعظم العروض المسرحية العالمية والمحلية، نفذت بإتقان شديد وبراعة في كل التفاصيل، لتقدم للجمهور قصة في كل لوحة، وسط حالة من الإبهار، فمن حضر العرض كان على موعد مع حكاية مسرحية غنائية قد تكون حالة فنية جديدة في عالم المسرح والترفيه، إذ شهد الجمهور الاستعراض واستمتع بالموسيقى والغناء الأوبرالي، فضلا عن نماذج «الدويتو"، التي ظهرت على المسرح، كل شكل منها جعل الجمهور يتفاعل مع هذا العرض غير التقليدي.
كما اعتمد العرض على اظهار ملامح الحضارة الروسية، وأهم ما يميز الفلكلور الروسي، حيث إن الأزياء التي قدمها المشاركون في العرض جسدت كل القوميات والمناطق في روسيا، وكأنها تحكي عظمة وعراقة هذا الشعب وإبداعه وتاريخه عبر هذه اللوحات، ولعل ما يجدر ذكره في هذا الأمر أن هذه الفرقة قادمة من منطقة «كوستروما"، وهي احدى المدن الروسية، التي تشتهر بصناعة المسرح وفيها مسرح «أوستروفسكي" الذي افتتح في العام 1808، كما أن الانضباط في الحركة والتناغم مع الموسيقى في الاستعراض شكل حالة ملهمة لدى الجمهور، لاسيما أن هذه المدينة تحديدا من أهم المدن الروسية التي تهتم بعراقة المسرح.
يأتي هذا العرض ليذكر الحضور بكم من المبدعين الذين ساهموا في النهضة المسرحية العالمية ويزيح الستار عن تلك الكنوز، فضلا عن أن العرض يقدم لأول مرة في الكويت وسينتقل بعدها إلى مكان آخر.